The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي
Mai Buga Littafi
مؤسسة الرسالة
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٤هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٣م
Nau'ikan
ومن هنا كان في يتم محمد ﷺ حكمة يريدها الله تعالى، ويتفضل بها على رسوله الأمين ﷺ..
يجمل الله تعالى هذا التفضيل على محمد ﷺ بقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾ ١؛ حيث يشير إلى أن محمدا ﷺ ولد في رعاية الله تعالى، فبرغم يتمه إلا أن الله أحاطه بالإيواء الشامل، فأحبه كل من رآه، بدءا بمراضعه ومرورا بمن شاركهم في طفولته وشبابه ورجولته.
فهو إيواء يتضمن الرعاية والاهتمام والمعاملة والتضحية في مودة صادقة، أغنت محمدا ﷺ عن رعاية الوالد الحنون.
وفي ولادته ﷺ يتيما فقيرا إشارة إلى بعض الحِكَم الإلهية، التي يمكن استنباطها في العصر الحديث، ومن أهم الحِكَم المستنبطة ما يلي:
١- أراد الله تعالى أن ينشأ محمد ﷺ محاطا بالرعاية الإلهية التامة منذ اللحظة الأولى لوجوده في الدنيا، وحتى لا تفسر خيرات الله له بسبب أبيه أو أمه أو بتأثير ماله وغناه.. ولو فكر عقلاء هذا الزمان في تميز هذا اليتيم عن أقرانه ولداته؛ لأدركوا شيئا عن هذه العناية الإلهية بمحمد ﷺ.
٢- في ولادته ﷺ يتيما فقيرا ردٌّ لأي شبهة يمكن أن يختلقها الأفاكون الضالون كأن يقولوا: إن محمدا أخذ تعاليم النبوة من أبيه أو من أمه؛ حيث يحاول الآباء دائما غرس قيمهم وعاداتهم واهتماماتهم في أبنائهم، بل إن الابن يحاول بصورة تلقائية أن يقلد أباه، ويجتهد في حمل فكره ومذهبه.
لقد زعم كفار مكة أن محمدا ﷺ يأخذ ما يقوله لهم من رجل غريب وقالوا ما حكاه الله عنهم في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ
١ سورة الضحى آية ٦.
1 / 177