The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
Mai Buga Littafi
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٤هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٤م
Nau'ikan
إلا أن هذه أقوال غير مشهورة، ولم يجمع عليها، والمجمع عليه أنه ﷺ أنجب عبد الله بعد البعثة وقد مات صغيرًا في مكة بعد أخيه القاسم بوقت قصير، ودفن بالحجون.
السابع: إبراهيم ﵁
ولد إبراهيم بالمدينة في شهر ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، وهو الوحيد من غير خديجة، فأمه مارية القبطية، وأخواله مصريون.
وقد عق عنه النبي ﷺ في يوم سبوعه، وتوفي وعمره ستة عشر شهرًا في ربيع١ الأول سنة عشر، ودفن بالبقيع بعد أن صلى عليه رسول الله ﷺ.
وقد سر النبي ﷺ بولادة إبراهيم، وسماه باسم جده إبراهيم ﵇، ودفعه إلى ظئر ترضعه، وحزن لموته كذلك٢. يروي الإمام مسلم بسنده عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم". ثم دفعه إلى أم سيف، امرأة قين يقال له أبو سيف، فانطلق يأتيه، واتبعته، فانتهينا إلى أبي سيف، وهو ينفخ بكيره، وقد امتلأ البيت دخانًا، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله ﷺ فقلت: يا أبا سيف، أمسك جاء رسول الله ﷺ فأمسك فدعا النبي ﷺ بالصبي فضمه إليه وقال: ما شاء الله أن يقول.
يقول أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله ﷺ فدمعت عينا رسول الله ﷺ فقال: "تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون" ٣.
وقد حدث أن انكسفت الشمس يوم موت إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم.
فخطب النبي ﷺ وقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ﷿ لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته" ٤.
وقد ظهر حب رسول الله ﷺ لأولاده، وحسن رعايته لهم، ولذلك أنزل
١ صحيح مسلم بشرح النووي، باب رحمته ﷺ ج٥ ص١٧٤ الشعب. ٢ المرجع السابق ج٥ ص١٧٢. ٣ صحيح مسلم بشرح النووي ج٥ ص١٧٢ ط الشعب. ٤ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد باب فضل إبراهيم ج٩ ص٢٥٦.
1 / 178