The Prophet in Fair Western Eyes
الرسول ﵌ في عيون غربية منصفة
Mai Buga Littafi
دار الكتاب العربى
Lambar Fassara
الأول
Shekarar Bugawa
١٤١٩
Inda aka buga
دمشق
Nau'ikan
وسوف تتعامل هذه الدراسة مع الغرب ككيان فكرى واحد من ناحية المنطلقات الأساسية للحضارة الغربية، والمبادئ التى قامت هذه الحضارة عليها، وعلاقة ذلك بموقف الغرب من النبى- ﷺ.
مشكلات الفكر الغربى مع نبى الإسلام
لكى ننجح فى فهم علاقة الغرب فكريا بنبى الإسلام- ﷺ، فلابد أن نبتعد قليلا عن المواقف وندرس المبادئ. إن المواقف ليست إلا تعبيرات واقعة عن الأفكار الكامنة فى الشخصيات الغربية، والتى تكونت عبر قرون طويلة من التأثير الفكرى الذى كون قناعات راسخة لا تتزعزع داخل الشخصيات الغربية فيما يتعلق بعلاقتها بالخالق، وعلاقتها بالكون والطبيعة والآخرين من البشر.
وهذه القناعات تتصادم بشدة مع ما جاء به النبى- ﷺ، ولذلك نشأ العداء وليس من المتوقع أن يقل أو ينتهى فى القريب. وهذه مجموعة من الأسباب الفكرية التى ساهمت فى تكون علاقة العداء على المستوى الفكرى.
مركزية الله أم مركزية الإنسان
إن المشكلة الرئيسية فى علاقة الغرب فكريا بالعالم الإسلامى، وعداء الغرب للنبى ﷺ، هو مركزية الله تعالى فى الكون لدى المسلمين، والتى تتجسد فى دعوة محمد- ﷺ، وفى دين الإسلام وفى واقع الأمة الإسلامية بصرف النظر عن درجة تدين والتزام أفراد هذه الأمة.
إن الغرب فى المقابل ينطلق فكريا- وبكل فئات مجتمعاته وكل مفكريه- من فكرة مركزية الإنسان فى الكون، وأن الفرد هو مركز الاهتمام الرئيسى، وأن تطلعات الفرد وحقوقه وحرياته تقدم على أى أمر آخر، وحتى أمور العبادة وعلاقة الفرد بالإله.
إن الغرب يرى أن محمدا- ﷺ قد قدم مفهوما يمكن أن يهدم الفكر الغربى من أساسه.. وهو مركزية الله تعالى فى حياة البشرية، مقابل نظريات
1 / 48