The Path to Islam
الطريق إلى الإسلام
Mai Buga Littafi
دار بن خزيمة
Lambar Fassara
الثانية
Nau'ikan
كلا، ثم كلا، ما كان قط ذلك القلب المحتدم الجائش كأنه تَنور فِكْر يضور ويتأجج - ليكون قلب محتال ومشعوذ، لقد كانت حياته في نظره حقًا، وهذا الكون حقيقة رائعة كبيرة".
إلى أن قال: "مثل هذه الأقوال، وهذه الأفعال ترينا في محمد أخ الإنسانية الرحيم، أخانا جميعًا الرؤوف الشفيق، وابن أمنا الأولى، وأبينا الأول.
وإنني لأحب محمدًا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع، ولقد كان ابن القفار رجلًا مستقل الرأي، لا يقول إلا عن نفسه، ولا يدّعي ما ليس فيه، ولم يكن متكبرًا، ولكنه لم يكن ذليلًا ضَرِعًا، يخاطب بقوله الحرَّ المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم، يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة، وللحياة الآخرة، وكان يعرف لنفسه قدرها.
ولم تخل الحروب الشديدة التي وقعت له مع الأعراب من مشاهد قوة، ولكنها كذلك لم تخل من دلائل رحمة وكرم وغفران، وكان محمد لا يعتذر من الأولى، ولا يفتخر بالثانية".
إلى أن قال: "وما كان محمد بعابث قط، ولا شابَ شيئًا من قوله شائبةُ لعبٍ ولهوٍ، بل كان الأمر عنده أمر خسران وفلاح، ومسألة فناء وبقاء، ولم يكن منه بإزائها إلا الإخلاص الشديد، والجد المرير.
فأما التلاعب بالأقوال، والقضايا المنطقية، والعبث بالحقائق - فما كان من شأنه قط، وذلك عندي أفظع الجرائم؛ إذ ليس هو إلا رقدة القلب، ووسن العين عن الحق، وعيشة المرء في مظاهر كاذبة.
1 / 28