عالمًا، وكانت النبوة من أقسامه، لأن الأنبياء مسددون مُفَهَّمون، وموفقون لإصابة الصواب في الأمور. (والنبوة) بعض معاني (الحكمة") ١.
وقال الإمام النووي٢ ﵀ مبينًا ذلك:
"وأما الحكمة ففيها أقوال كثيرة ... وقد صفا لنا منها أن الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالإحكام المشتمل على المعرفة باللَّه ﵎، المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق والعمل به، والصد عن اتباع الهوى والباطل. والحكيم مَنْ له ذلك"٣.
فحقيقة الحكمة وكمالها:
هي معرفة الحق والصواب في المعتقدات والأقوال والعبادات والأخلاق والمعاملات، وسائر الأعمال والأحوال، والعمل بموجب ذلك، ومعرفة أضدادها والإِحجام عنها، ويصحب ذلك صدق الفراسة ونفاذ
١ جامع البيان، (٣/٩١) .
٢ الإمام العلامة أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي، ولد سنة ٦٣١هـ، من مؤلفاته: شرح صحيح مسلم، والأذكار، ورياض الصالحين، والأربعون النووية، وحلية الأبرار، وغيرها كثير، توفي سنة ٦٧٦هـ، ببلده نوى.
انظر: البداية والنهاية، (١٣/٢٩٤)، وشذرات الذهب (٥/٣٥٤)، وطبقات الشافعية للسبكي، (٨/٣٩٥) .
٣ شرح الإمام النووي على صحيح الإمام مسلم، (٢/٣٣) .