ومنها يصف بعض الخارجين المتطرّقين إلى واسط وقد هزَمَه الممدوح، وعبَر في الماء وراءَه:
قادَ الجِيادَ من الزَّوٍْراء شازِبةً ... قُبَّ الأَياطِلِ جُرْدًَا كالسَّراحينِ
فالجيشُ كالسَّيْل أو كالليل منتجِعًا ... أرضَ العدوِّ على الطَّير المَيامينِ
فيه الأَسِنَّةُ من فوقِ الرِّماحِ كما ... رأيتَ ألْسِنَةَ الرُّقْشِ الثَّعابينِ
كالليث يتلو سِنانَ الرُّمحِ منصلتًا ... مسنونَ غَرْبٍ يُراعي أُمَّ مسنونِ
فبات جيشُ العِدا في واسِط وَجِلًا ... منه يحاذر بأسًا غيرَ مأمونِ
فانصاع للجانب الشَّرْقيّ منهزمًا ... من ليثِ غابٍ بثَدْيِ الحربِ مَلْبُونِ
تَصَوُّرًا أَنَّ عَبْرَ النَّهْرِ يُعجِزُنا ... عنهم لظّنٍ بغيرِ الحّقِ مظنونِ