ودعوة الرسل جميعا تقوم على التوحيد الخالص لله تعالى إلا أن كل رسول يختص بتقويم الانحراف الحادث في عصره وموطنه ذلك أن الانحراف على الصراط المستقيم يختلف باختلاف ظروف الزمان والمكان فنوح ﵇ أنكر على قومه عبادة الأصنام التي كانت عامة فيهم وكذلك إبراهيم ﵇ إضافة إلى أنه أنكر على قومه الاستعلاء في الأرض والتجبر فيها. وصالح ﵇ أنكر على قومه الفساد في الأرض واتباع المفسدين. ولوط ﵇ حارب الشذوذ الجنسي المتفشي في قومه وشعيب ﵇ قاوم جريمة الإفساد الاقتصادي المتمثل في تطفيف المكيال والميزان. وموسى ﵇ وقف في وجه النزعة المادية التي انحرف إليها بنوا إسرائيل. ولما كان محمد ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين فقد جاءت رسالته عامة شاملة لكل أسس التقويم والهداية التي جاءت في الكتب السماوية وزائدة عليها حتى تكون صالحة لكل زمان ومكان كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ
1 / 44