The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

Mohamed Kheldoun Maleki d. Unknown
95

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

Nau'ikan

فدعا عثمان ﵁ زياد بن لبيد فنهاه وشذبه، فجعل الناس هذه الحادثة من ضمن ما لاموا عثمان ﵁ عليه. وإنَّما لم يقتص عثمان ﵁ من عبيد الله بالهرمزان للشبهة؛ فقد تأول عبيدُ الله واعتقد حل قتله لشبهة اشتراكه بقتل أبيه، والرسول ﷺ قال: «ادرؤوا الحدود ما استطعتم» (١) وهذا أمر يخضع للاجتهاد ولا يلام عليه. على أن الطبري روى أن عثمان ﵁ قد أمر بالقصاص من عبيد الله وأنه سلَّمه لابن الهرمزان ليقتص منه ولكنه عفا عنه (٢). الانتقاد الثاني: ومما أنكره الناس على عثمان أنه كان يحابي أقرباءه من بني أمية ويولِّيهم المناصب، وإنما كان يفعل ذلك من باب صلة الرحم اجتهادًا منه ﵁ (٣) والأمثلة على ذلك كثيرة: ١ - فمن ذلك توليته للوليد بن عقبة بن أبي معيط - وهو صحابي، وأخوه لأمه (٤) - الكوفةَ بدل سعد بن أبي وقاص ﵁ وهو أحد أهل الشورى ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وقد كان عثمان ﵁ ولى سعدًا الكوفة تنفيذًا لوصية عمر ﵁، أن يستعين به الخليفة الذي سينُتخب بعده عندما قال: «فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة» (٥)، فلما اشتكى أهل الكوفة سعدَ بن أبي وقاص إلى عثمان حتى قالوا:

(١) رواه الترمذي في سننه: ٤/ ٣٣ كتاب الحدود، باب ما جاء في درء الحدود رقم (١٤٢٤) عن عائشة. (٢) ذكر الطبري في تاريخه: ٢/ ٥٩٠. وجاء مثله في المحلى لابن حزم: ١١/ ١١٥. وفي التمهيد والبيان للمالقي: ص ٤١ أن عثمان إنما دفع الدية بعد أن عفا القماذبان بن الهرمزان عن عبيد الله بعد أن أمكنه عثمان من القصاص منه، فإن صحت الرواية فلا يصح القول أن عثمان ﵁ قد عطل الحد، والله أعلم. (٣) تاريخ اليعقوبي: ٢/ ١٧٣ - ١٧٤. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: مج ٣/ ١١٤. العواصم من القواصم لابن العربي: ص ٧٦ - ٧٧. (٤) فتح الباري لابن حجر: ٧/ ٥٥. شذرات الذهب لابن العماد: ١/ ٣٥. (٥) كان عزل عمر ﵁ لسعد ﵁ سنة ٢٠ أو ٢١ هـ كما في فتح الباري لابن حجر: ٢/ ٢٣٧. وكان عزل عثمان ﵁ لسعد ﵁ سنة ٢٥ هـ؛ وسببه أن سعد بن أبي وقاص ﵁ استقرض من عبد الله بن مسعود ﵁ من بيت المال مالًا فأقرضه، فلما تقاضاه لم يتيسر عليه فارتفع بينهما الكلام، فغضب عليهما عثمان ﵁ وانتزع الإمارة من سعد وعزله، واستعمل الوليدَ بنَ عقبة وكان عاملًا لعمر ﵁ على ربيعة بالجزيرة، فقدم الكوفة وكان أحب الناس إلى الناس وأرفقهم بهم فكان كذلك خمس سنين. انظر: فتح الباري لابن حجر: ٧/ ٥٥ - ٥٦. وتاريخ الطبري: ٢/ ٥٩٥. والتمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص ٥٠. وشذرات الذهب لابن العماد: ١/ ٣٥. والأثر رواه البخاري في صحيحه: ٣/ ١٣٥٣ وما بعدها كتاب المناقب، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان رقم (٣٤٩٧) عن عمرو بن ميمون. وذكره ابن عساكر في تاريخه: ٢٠/ ٢٨٧. والمالقي في التمهيد والبيان: ص ٢٥. والسيوطي في تاريخ الخلفاء: ص ١٣٥.

1 / 94