216

The Muhammadan Message

الرسالة المحمدية

Mai Buga Littafi

دار ابن كثير

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣ هـ

Inda aka buga

دمشق

Nau'ikan

من تراب» «١» . ثم أعلن الرسول ﷺ في جمع عظيم، وحفل هائل يوم حجّة الوداع: أنّ لا فضل لعربيّ على عجميّ، ولا لعجميّ على عربيّ إلا بالتّقوى. كلّكم أبناء آدم، وآدم من تراب. فملاك الشرف والمجد التقوى، والعمل هو الذي يرفع صاحبه أو يضعه. وإنّ الله قد أذهب عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء، فالمرء إما مؤمن تقيّ، أو فاجر شقيّ «٢»، وقد خاطب الرسول فيها عامة الناس بلسان الوحي: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ [الحجرات: ١٣] وقال سبحانه: وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا [سبأ: ٣٧] ثم آخى بين المسلمين وجعلهم إخوة، فقال عزّ من قائل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات: ١٠] وقد نادى الرسول يوم حجة الوداع في جمع من المسلمين عظيم يبلغ عددهم مئة ألف أو يزيدون: «المسلم أخو المسلم» «٣» . فهذه المساواة والمؤاخاة قد محتا الفوارق بين الهنديّ، والأفغانيّ، والصينيّ، والتركيّ، والإيرانيّ، والأندنوسيّ، والعربيّ، وبين الشرقي والغربي، بل ذهبتا بكل ما يفرّق بين الأسود والأبيض من فوارق الجنسية، واللون، والدم، وأعلن الله إحسانه إليهم بقوله: فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوانًا [آل عمران: ١٠٣] . إنّ أبواب بيوت الله مفتوحة في الإسلام لكلّ مسلم بلا تفريق بينهم في

(١) ثم تلا ﷺ هذه الآية: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات: ١٣] . (زاد المعاد، الجزء الأول، ص ٤٢٤) . (٢) وعن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله قد أذهب عنكم عبيّة الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقيّ وفاجر شقيّ، أنتم بنو آدم وآدم من تراب، ليدعنّ رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنّم، أو ليكوننّ أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النّتن» . [رواه أبو داود (٥١١٦)] . (٣) رواه البخاري عن عبد الله بن عمر ﵄ أنّ رسول الله ﷺ قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» . [البخاري (٢٤٤٢)] .

1 / 216