سؤال: ما حكم المرور بين يدي المصلِّي في الحرم؟
الجواب: جوَّز جمهور العلماء المرور بين يدى المصلِّي فى الحرم خاصه؛ ذلك للمشقة الشديدة في التحرز من ذلك؛ حيث أنَّ ازدحام الحرم بالمصلِّين يصعب معه التحزر من عدم المرور بين يدى المصلِّين.
والراجح - والله أعلم - هو عدم جواز المرور بين يدىِّ المصلي في الحرم وغيره، ويدل على ذلك:
١ - عن أبي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ بِمَكَّةَ وَهُوَ بِالْأَبْطَحِ قَالَ: فَخَرَجَ بِلَالٌ بِوَضُوئِهِ، فَمِنْ نَائِلٍ وَنَاضِحٍ، قَالَ: «فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ قَالَ: «فَتَوَضَّأَ» وَأَذَّنَ بِلَالٌ، قَالَ: «ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحِمَارُ وَالْكَلْبُ، لَا يُمْنَعُ ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ (١).
ففي هذا الحديث قد اتخذ النَّبِيُّ ﷺ سترة في الأبطح، وهي من الحرم.
٢ - عموم قوله ﷺ (لو يعلم المار بين يدي المصلِّي ماذاعليه، لكان أنْ يقف أربعين، خيرًا له من أن يمر بين يديه) " (٢)
(١) متفق عليه، وقد بوَّب عليه البخاري ﵀ فقال: (باب السترة بمكة وغيرها) قال ابن حجر: (فأراد البخاري التنبيه على ضعف الحديث -أي حديث المطلب الآتي- وأنه لا فرق بين مكة وغيرها في مشروعية السترة) قال: وهذا هو المعروف عند الشافعية وأنه لا فرق في منع المرور بين يدي المصلي بين مكة وغيرها ا. هـ وانظر فتح الباري (١/ ٥٧٦) وانظر أحكام العمرة للمصنف (ص/٢٤)
(٢) سبق تخرجه
1 / 135