الرزق أبوابه ومفاتحه
الرزق أبوابه ومفاتحه
Mai Buga Littafi
دار القاسم
Nau'ikan
عاده (١).
وكتب غلامٌ لحسان بن أبي سنان إليه من الأهواز: أن قصب السكر أصابته آفة، فاشتر السكر فيما قبلك.
قال: فاشتراه من رجل فلم يأت عليه إلا قليل، فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين ألفًا، فأتى صاحب السكر، فقال: يا هذا إن غلامي كان كتب إلي ولم أعلمك، فأقلني فيما اشتريت منك، فقال الآخر: فقد أعلمتني الآن وطيَّبته لك. قال: فرجع فلم يحتمل قلبه، قال فأتاه فقال: يا هذا إني لم آت هذا الأمر من قبل وجهه، فأحب أن يسترد هذا البيع، قال فما زال به حتى ردَّ عليه (٢).
قال سلمة الفراء: كان رأس مال عتبة الغلام فلسًا يشتري به خوصًا -الخوص: ورق المقل والنخل والنارجيل وما شاكلها، واحدته خوصة- يعمله ويبيعه بثلاثة فلوس، فيتصدق بفلس ويتعشى بفلس، وفلس رأس ماله.
أخي المسلم:
دع التهافت في الدنيا وزينتها ... ولا يغرنك الاكثار والجشع
واقنع بما قسم الرحمن وارض به ... إن القناعة مال ليس ينقطع
_________
(١) منهاج القاصدين ص ٢٢١.
(٢) الورع لابن أبي الدنيا ص ١٠٥.
1 / 43