الرزق أبوابه ومفاتحه
الرزق أبوابه ومفاتحه
Mai Buga Littafi
دار القاسم
Nau'ikan
وقال أبو يوسف الغسولي: إنه ليكفيني في السنة اثنا عشر درهمًا، في كل شهر درهم، وما يحملني على العمل إلا ألْسنَةُ هؤلاء القرَّاء، يقولون: أبو يوسف من أين يأكل؟
وكان يقول: أنا أتفقه في مطعمي من ستين سنة.
وسأل خلف بن تميم، إبراهيم بن أدهم فقال: منذ كم قدمت الشام؟ قال: منذ أربع وعشرين سنة، ما جئت لرباط ولا لجهاد، جئت لأشبع من خبزٍ حلال.
وقال ابن المبارك: رد درهمٍ من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف درهم، ومائة ألف، حتى بلغ إلى ستمائة ألف (١).
وتأمل في سؤال فقهي: ليس المراد الجواب .. بل في السؤال تحرز وبراءة للذمة!
سُئل الإمام أحمد عن الرجل يكون معه ثلاثة دراهم منها درهم لا يعرفه. قال ﵀: لا يأكل منها شيئًا حتى يعرفه.
وكان الحجاج بن دينار قد بعث طعامًا إلى البصرة مع رجل، وأمره أن يبيعه يوم يدخل لسعر يومه، فأتاه كتابه أني قدمت البصرة فوجدت الطعام منقصًا فحبسته، فزاد الطعام، فازددت كذا وكذا، فكتب إليه الحجاج: إنك قد خنتنا، وصلت بخلاف ما أمرناك به، فإذا أتاك كتابي فتصدَّق بجميع ذلك الثمن -ثمن الطعام- على فقراء البصرة، فليتني أسلم إذا فعلت ذلك (٢).
_________
(١) الإحياء ٢/ ١٠٣.
(٢) جامع العلوم والحكم ص ١٣٢.
1 / 23