The Major Issues
القضايا الكبرى
Mai Buga Littafi
دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق
Lambar Fassara
١٤٢٠هـ ٢٠٠٠م / ط ١
Inda aka buga
سورية
Nau'ikan
الإسلامية، كما بيَّنا، حتى أنه في مقابل الشعار الذي رفعته الثورة الفرنسية (لا نريد ربًّا ولا سيّدًا)، يمكنه أن يعلن شعار الثورة الإسلامية (لا نريد عبودية ولا استعبادًا).
وكذلك تبرز في هذه الفترة الخلاقة المبادئ لتي تحمي الحريات المعنوية، فحرية الضير تبرز في هذه الآية: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة: ٢/ ٢٥٦].
أما حرية العمل والتنقل، فإنها مقررة في قوله ﷿:
﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ..﴾ [الملك: ٦٧/ ١٥].
أما حرية التعبير، فإنها دخلت في العرف منذ الأيام الأولى من العهد الإسلامي، فالنَّبي ﵊ كان يعود أصحابه على مناقشة آرائه وتقاريره، ففي يوم بدر، نراه ﷺ يحدد ميدان المعركة في المكان الذي ظهر له الأنسب لذلك، ولكن أحد أصحابه من الأنصار اقترح مكانًا غيره، قد ظهر له أصلح بالنسبة إلى الحاجة الحربية، وتقول السُّنة التي تروي لنا هذا الخبر، أن النَّبي ﵊ قد عدل رأيه طبقًا لوجهة نظر صاحبه، وقد شرع هكذا سنة نجد أثرها البليغ في توجيه الرأي الإسلامي فيها بعد، كما نرى ذلك في قضية تحديد الصداق مثلًا، عندما أراد عمر في أيامه أن يضع حدًّا أعلى لتقدير المهور، حتى يتيسر الزواج لكل مسلم، فأبدى رأيه في الموضوع على المنبر، ولكن امرأة عجوز خالفته في الرأي مستشهدة بآية تترك تحديد الصداق إلى تقدير الزوجين أنفسهم، وما كان موقف الخليفة إلا أن قال: «أصابت امرأة وأخطأ عمر».
وكذلك يقرر القرآن مبدأ حصانة المنزل، في الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا
1 / 154