The Linguistic Interpretation of the Holy Quran
التفسير اللغوي للقرآن الكريم
Mai Buga Littafi
دار ابن الجوزي
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٢هـ
Nau'ikan
قال: فذكرَ شعرًا قالُه أُميةُ بنُ أبي الصلتِ (١)، فقال (٢):
عندنا صيد بحر وصيد ساهرة» (٣).
هذا المعنى حكاهُ أهلُ اللُّغةِ، ومن ذلك ما ذكره ابن فارس (ت:٣٩٥)، قال: «ويقالُ للأرضِ: السَّاهرةُ، سُمِّيتْ بذلك لأنَّ عملها في النَّبْتِ دائمًا ليلًا ونهارًا (٤)، ولذلك يقالُ: خيرُ المالِ عينٌ خرَّارَةٌ (٥)، في أرضٍ خوَّارةٍ (٦)، تسهرُ إذا نِمْتَ، وتشهدُ إذا غِبْتَ. وقال أُميةُ بنُ أبي الصلتِ:
وفِيهَا لَحْمُ سَاهِرَةٍ وَبَحْرِ ... وَمَا فَاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ
وقالَ آخرُ - وذكرَ حميرَ وحشٍ - (٧):
(١) عبد الله بن أبي ربيعة، من ثقيف بن بكر هوازن، شاعر جاهلي، وكان قرأ الكتب الدينية، وعلم بظهور نبي آخر الزمان، فكان يرجو أن يكونه، ولما ظهرت النبوة في محمد ﷺ تنكر له، ولم يسلم، مات بالطائف سنة (٨). ينظر: معجم الشعراء، لعفيف عبد الرحمن (ص:٣٠).
(٢) البيت ورد في ديوان أمية بن الصلت، تحقيق: بشير يموت (ص:٥٤)، كالآتي:
وفِيهَا لَحْمُ سَاهِرَةٍ وَبَحْرِ
وَمَا فَاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ
وقد استدلّ به الشعبي على معنى الساهرة، ولفظ الشعر عنده كلفظ الديوان، ينظر: الدر المنثور (٨:٤٠٨)، وفيه ذِكْرُ من أخرجه، وهم: ابن أبي شيبة (الكتاب المصنف: ١:٤٧٥، ٨:٤٠٨) وعبد بن حميد. وكذا استدلَّ به عكرمة على المعنى نفسه، ينظر: تفسير الطبري، ط: الحلبي (٣٠:٣٦ - ٣٧).
(٣) تفسير الطبري، ط: الحلبي (٣٠:٣٦).
(٤) هناك وجهٌ آخر في سبب تسميتها بالساهرةِ ذكره الفراء، فقال: «وقولُ اللهِ ﷿: ﴿فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾ [النازعات: ١٤]: وجه الأرض، كأنها سُميتْ بهذا الاسم؛ لأن فيها الحيوان: نومهم وسهرهم». معاني القرآن، للفراء (٣:٢٣٢).
(٥) عين الماء الجارية، سُمِّيت خرَّارة؛ لخرير مائها، وهو صوته. ينظر: تهذيب اللغة (٦:٥٦٥).
(٦) قال أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة (٧:٥٥١): «وأمَّا الأرض الخوَّارة: فهي اللينة السهلة».
(٧) البيت لأبي كبيرٍ الهُذلي كما في ديوان الهذليين، ط: دار الكتب المصرية =
1 / 72