The Linguistic Interpretation of the Holy Quran
التفسير اللغوي للقرآن الكريم
Mai Buga Littafi
دار ابن الجوزي
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٢هـ
Nau'ikan
لزمت التقديم صارت كالخارج من الشرط، فاستحبوا الفاء وآثروها، كما استحبوها في قولهم: أما أخوك فقاعد، حين ضارعتها» (١).
وقال أبو عبيدة (ت:٢١٠) في قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَّرٌّ لَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٨٠]: «انتصب ولم تعمل (هو) فيه، وكذلك ما وقفت فيه فلم يتمَّ إلاَّ بِخَبَرٍ؛ نحو: ما ظننتُ زيدًا هو خيرًا منك، وإنما نصبت خيرًا؛ لأنك لا تقول: ما ظننتُ زيدًا، ثمَّ تسكتُ، وتقولُ: رأيتُ زيدًا فيتمَّ الكلام، فلذلك قلت: هو خيرٌ منك، فرفعتَ، وقد يجوز في هذا النصبُ» (٢).
وقال الأخفش (ت:٢١٥) - في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ﴾ [القلم: ٥١]ـ: «وهذه إِنْ التي تكونُ للإيجابِ وهي في معنى الثقيلةِ، إلاَّ أنَّها ليست بثقيلةٍ؛ لأنَّكَ إذا قلتَ: إِنْ كان عبدُ اللهِ لظريفًا، فمعناه: إنَّ عبدَ اللهِ لَظَرِيفٌ قبلَ اليومِ، فـ «إنْ» تدخل في هذا المعنى، وهي خفيفةٌ» (٣).
هذه الأمثلةُ - وهي كثيرةٌ جدًا في معاني القرآنِ للفرَّاءِ (ت:٢٠٧) والأخفش (ت:٢١٥) - توضِّحُ صورةَ المسائلِ النَّحويةِ التي طَرَقَهَا اللُّغويُّون في كتبِ المعاني، ويلاحظُ أنَّ أغلبَ هذه المسائلِ لا أثرَ فيه على التَّفسيرِ، بل هي بكتب النَّحْوِ ألصقُ.
ثالثًا: كثرةُ الاستشهادِ منْ لغةِ العربِ:
لقدْ كانَ الشَّاهدُ العربيُّ عند اللُّغويِّين ذا قيمةٍ كبيرةٍ. ويلاحظُ هاهنا أمرانِ:
الأولُ: أنَّ الشَّواهدَ للمسائلِ النَّحويَّةِ والصَّرفيَّةِ والاشتقاقيَّةِ أكثرُ من الشَّواهدِ اللُّغويَّةِ في كتبِ معاني القرآنِ.
(١) معاني القرآن، للفراء (١:١٤١).
(٢) مجاز القرآن، لأبي عبيدة (١:١١٠). ومن الملاحظ أنَّ المسائلَ النحويةَ في كتابهِ قليلةٌ.
(٣) معاني القرآن، للأخفش، تحقيق: هدى قراعة (٢:٥٤٧).
1 / 130