170

The Life of the Prophet by Abul Hasan Ali Hasani Nadwi

السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي

Mai Buga Littafi

دار ابن كثير

Bugun

الثانية عشرة

Shekarar Bugawa

١٤٢٥ هـ

Inda aka buga

دمشق

Nau'ikan

العهد المكّيّ من البعثة إلى الهجرة
تباشير الصبح وطلائع السعادة:
أتمّ رسول الله ﷺ أربعين سنة من عمره، والدّنيا واقفة على شفا حفرة من النّار، والإنسانيّة تخطو بخطى سريعة إلى الانتحار، هنالك ظهرت تباشير الصبح وطلائع السعادة، وآن أوان البعثة، وتلك سنّة الله إذا اشتدّ الظلام وطالت الشّقوة.
وبلغ قلق رسول الله ﷺ مما كان يراه من جهل وجاهلية، وخرافة ووثنية، وتطلّعه إلى الإرشاد والهداية، من فاطر الكون وخالق السموات والأرض- ذروته، كأنّ حاديا يحدوه، فحبّب إليه الخلاء، فلم يكن شيء أحبّ إليه من أن يخلو وحده، وكان يخرج من مكّة ويبعد، حتى تحسر عنه البيوت، ويفضي إلى شعاب مكة وبطونها وأوديتها، فلا يمرّ بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله! ويلتفت رسول الله ﷺ حوله وعن يمينه وشماله وخلفه، فلا يرى إلا الشجر والحجارة «١» .

(١) سيرة ابن هشام: ١ ج، ص ٢٣٤- ٢٣٥. وقد جاء في صحيح مسلم قوله ﷺ: «إنّي لأعرف حجرا بمكة، كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث، إنّي لأعرفه الآن» (كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي ﷺ [برقم (٢٢٧٧) من حديث جابر بن سمرة ﵁] .

1 / 179