The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue

Ibn Muqaffac d. 139 AH
75

The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue

الأدب الصغير والأدب الكبير

Mai Buga Littafi

دار صادر

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

تبصَّر ما في الوالي من الأخلاق التي تحب له، والتي تكره، وما هو عليه من الرأي الذي ترضي له، والذي لا ترضي، ثم لا تكابرنه١ بالتحويل له عما يحب ويكره، إلى ما تحب وتكره، فإن هذه رياضة صعبة تحمل على التنائي والقلى٢. فإنك قلما تقدر على رد رجل عن طريقة هو عليها بالمكابرة، والمناقضة، وإن لم يكن ممن يجمح به٣ عز السلطان، ولكنك تقدر على أن تعينه على أحسن رأيه، وتسدده فيه، وتزينه، وتقويه عليه، فإذا قويت منه المحاسن كانت هي التي تكفيك المساوئ، وإذا استحكمت منه ناحية من الصواب، كان ذلك الصواب هو الذي يبصره مواقع الخطأ بألطف من تبصيرك، وأعدل من حكمك في نفسك، فإن الصواب يؤيد بعضه بعضًا، ويدعو بعضه إلى بعض، حتى تستحكم لصاحبه الأشياء، ويظهر عليها٤ بتحكيم الرأي، فإذا كانت له مكانة من الأصالة اقتلع ذلك الخطأ كله. فاحفظ هذا الباب، وأحكمه. لا تسأل السلطان، ولا تتدلل عليه: لا يكونن طلبك ما عند الوالي بالمسألة، ولا تستبطئه،

١ تكابره: تعانده. ٢ التنائي: التباعد. القلى: البغض. ٣ يجمح به: يطوح به، فيسير على هواه. ٤ يظهر عليها: بتغلب عليها.

1 / 83