الوجه الثاني:
إن الروايات الثابتة والصريحة الواردة في بيعة النبي ﷺ للنساء تؤكد أن الرسول ﵊ لم يصافح النساء في البيعة فمن ذلك ما سبق من حديث عائشة حيث قالت: (لا والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط غير أنه بايعهن بالكلام).
وكذلك ما ورد عن عبد الله بن عمرو أن الرسول ﷺ كان لا يصافح النساء في البيعة، وما ورد في حديث أميمة بنت رقيقه حيث قالت: هلم نبايعك، قال سفيان - أحد رواة الحديث - تعني صافحنا، فقال رسول الله: (إني لا أصافح النساء) فقول النبي ﷺ هذا قاله في البيعة، فتأويل حديث أم عطية يتناقض مع قول رسول الله ﷺ، وقوله ﵊ مقدم على قول غيره في جميع الأحوال.
وكذلك ما ورد في إحدى روايات حديث أميمة السابق: (قالت: ولم يصافح رسول الله منا امرأة).
فهذه الأدلة الصحيحة الصريحة تثبت أن النبي ﷺ لم يصافح أحدًا من النسوة في البيعة، فلا ينبغي لمسلم أن يترك
هذه الأدلة ويتمسك بتأويل فاسد لحديث أم عطية، وخاصة أن المصافحة لم تذكر في ذلك الحديث أصلًا، ويزعم أن النصوص متعارضة.
قال الشيخ الألباني: [وجملة القول أنه لم يصح عن الرسول ﷺ أنه صافح امرأة قط، حتى ولا في المبايعة، فضلًا عن المصافحة عند الملاقاة، فاحتجاج البعض لجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته مع أن المصافحة لم تذكر فيه وإعراضه عن الأحاديث الصريحة في تنزهه ﷺ عن المصافحة لأمر لا يصدر عن مؤمن مخلص]. (١)