216

The Illuminating Interpretation - Al-Zuhaili

التفسير المنير - الزحيلي

Mai Buga Littafi

دار الفكر (دمشق - سورية)

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Inda aka buga

دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)

Nau'ikan

وكل ما ذكر من أخبار اليهود وإظهار قبائحهم وتقريعهم على ظلمهم وكفرهم واطلاع النّبي على ما كانوا يكتمونه من شريعة التوراة، فيه دلالة على نبوته ﵇. كفرهم بما أنزل الله وقتلهم الأنبياء ﴿بِئْسَمَا اِشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٩٠) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩١)﴾ الإعراب: «ما» في بئسما: إما نكرة موصوفة على التمييز بمعنى شيء، والتقدير: بئس الشيء شيئا، و﴿اِشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ﴾ صفته، وإما بمعنى الذي في موضع رفع، و«اشتروا به» صلته، وتقديره: بئس الذي اشتروا به أنفسهم، و﴿أَنْ يَكْفُرُوا﴾ في تقدير المصدر، وهو المقصود بالذم، وهو في موضع رفع لوجهين: أن يكون مبتدأ وما تقدم خبره، أو أن يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره: هو أن يكفروا، أي كفرهم. ﴿وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا﴾ نصب مصدقا على الحال من الحق، والعامل في الحال معنى الجملة، وهذه الحال حال مؤكدة، فالحق لا يجوز أن يفارق التصديق لكتب الله ﷿، ولو فارق التصديق لها لخرجت عن أن تكون حقا. البلاغة: ﴿عَذابٌ مُهِينٌ﴾ أسندت الإهانة إلى العذاب من قبيل إسناد الأفعال إلى أسبابها.

1 / 223