177

The Harmony of the Pearls in the Symmetry of the Surahs = Secrets of the Arrangement of the Quran

تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

Bincike

عبد القادر أحمد عطا [ت ١٤٠٣ هـ]- مرزوق علي إبراهيم

Mai Buga Littafi

دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالقاهرة

Inda aka buga

[٢٠٠٢ م - ١٤٢٢ هـ]

Nau'ikan

تؤذن بأن المراد به الشيوخ؛ لأن ذاته مستحقة للطاعة والعبادة، وهم أقرب، وقوله: ﴿يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾ "الناس: ٥" يؤذن بأن المراد بالناس العلماء والعباد؛ لأن الوسوسة غالبًا عن الشُّبَه١، وقوله: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ "الناس: ٦" يؤذن بأن المراد بالناس الأشرار، وهم شياطين الإنس الذين يوسوسون لهم، والله تعالى أعلم٢. تم بحمد الله تعالى وتوفيقه قال مؤلفه -نفعنا الله ببركاته، وأمدنا من نفحاته: فرغت من تأليفه يوم الأحد، الثالث عشر من شعبان سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

١ لطيفة: قال الإمام الرازي في تفسيره: "إن المستعاذ به في سورة الفلق مذكور بصفة واحدة؛ وهي: أنه رب الفلق، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات؛ وهي: الغاسق، والنفاثات، والحاسد، وأما في هذه السورة "الناس" فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاث؛ وهي: الرب، والملك، والإله، والمستعاذ منه آفة واحدة، وهي الوسوسة، والفرق بين الموضعين أن الثناء يجب أن يتقدر بقدر المطلوب، فالمطلوب في السورة الأولى "الفلق": سلامة النفس والبدن، والمطلوب في السورة الثانية "الناس": سلامة الدين، وهذا تنبيه على أن مضرة الدين -وإن قلَّت- أعظم من مضار الدنيا -وإن عظمت. انظر: "مفاتيح الغيب" للرازي "٨/ ٧٦٣، ٧٦٤"، و"كشف المعاني في المتشابه المثاني" لابن جماعة "٤٣٣، ٤٣٤"، "ونظم الدرر" "٣/ ٣١٠". ٢ ذكر تاج القراء الكرماني هذه المعاني مختصرة في "أسرار التكرار في القرآن" ص٢١٥، ولم ينسبها إلى أحد، ولم يشر ابن الزملكاني إلى الكرماني رغم تأخره عنه.

1 / 180