161

The Harmony of the Pearls in the Symmetry of the Surahs = Secrets of the Arrangement of the Quran

تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

Bincike

عبد القادر أحمد عطا [ت ١٤٠٣ هـ]- مرزوق علي إبراهيم

Mai Buga Littafi

دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالقاهرة

Inda aka buga

[٢٠٠٢ م - ١٤٢٢ هـ]

Nau'ikan

تبرئته١ من الوِزْر الذي ينشأ عن٢ النفس والهوى، وهو معصوم منهما، وعن رفع الذكر؛ حيث نزه مقامه عن كل وصم٣. فلما كانت هذه السورة في هذا العلَم الفرد من الإنسان، أعقبها بسورة مشتملة على بقية الأناسي، وذكر ما خامرهم من٤ متابعة النفس والهوى.

١ في المطبوعة: "خلاصه"، والمثبت من "ظ". ٢ في المطبوعة: "من"، والمثبت من "ظ". ٣ في المطبوعة: "موهم"، والمثبت من "ظ". ٤ في المطبوعة: "في"، والمثبت من "ظ".

سورة العلق والقدر ... سورة العلق: أقول: لما تقدم في سورة التين بيان خلق الإنسان في أحسن تقويم، بيَّن هنا أنه تعالى: ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ "٢" وذلك ظاهر الاتصال، فالأول بيان العلة الصورية، وهذا بيان العلة المادية١. سورة القدر: قال الخطابي٢: لما اجتمع أصحاب النبي ﷺ على القرآن، ووضعوا سورة القدر عقب العلق، استدلوا بذلك على أن المراد بهاء الكناية في قوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ "١" الإشارة إلى قوله: ﴿اقْرَأْ﴾ "العلق: ١". قال القاضي أبو بكر بن العربي: وهذا بديع جدًّا٣.

١ أقول: ومن المناسبة بين التين والعلق: أ- أنه تعالى لما قال في آخر التين: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ "التين: ٨" بيَّن في أول العلق أنه تعالى مصدر علم العباد بحكمته، فبين أنه ﴿عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ "العلق: ٤، ٥"، وصدر ذلك بالأمر بالقراءة، واستفتاحها باسمه دائمًا؛ لتكون للإنسان عونًا على كمال العلم بحكمة أحكم الحاكمين. ب- لما ذكر في التين خلق الإنسان في أحسن تقويم، ورده إلى أسفل سافلين، بيَّن في العلق تفصيل الحالين وأسبابهما من أول قوله: ﴿كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ "العلق: ٦، ٧" إلى ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ "العلق: ١٤". ٢ الخطابي هو: أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو سليمان، له شرح سنن أبي داود وبيان إعجاز القرآن، توفي سنة ٣٨٨ "وفيات الأعيان: ١/ ١٦٦"، والنقل من "البرهان لأبي جعفر بن الزبير" كما قال السيوطي "الإتقان: ٣/ ٣٨٣". ٣ أقول: وهناك مناسبة أخرى خفية؛ هي: أنه تعالى لما ختم العلق بالأمر بالسجود والاقتراب من الله، وكان المقصود من الاقتراب التعرض للرحمة الفائضة من الله على المصلِّي، والصلاة لا تكون إلا بقرآن، ذكر في أول هذه السورة أن القرآن رحمة في ذاته، ورحمة في الزمان الذي نزل فيه وهو ليلة القدر التي تتنزل الملائكة فيها بالروح والسلام على الكون.

1 / 163