175

القائد إلى تصحيح العقائد

القائد إلى تصحيح العقائد

Bincike

محمد ناصر الدين الألباني.

Mai Buga Littafi

المكتب الإسلامي.

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٠٤ هـ / ١٩٨٤ م.

Nau'ikan

الساعة أو يبعث نبي آخر، وقد علمنا أن الدنيا باقية، وأن محمدًا ﵌ خاتم النبيين، وقد تقرر في الأصول أن من الأخبار المقطوع بكذبها ما نقل آحادًا، والعادة تقضي أنه لو وقع لنقل متواترًا، فما لم ينقل آحادًا من ذلك فالقطع بعدم وقوعه أوضح. وفوق هذا فإن السياق كثيرًا ما يعين معنى الكلمة حتى لمن يجهل أصل معناها، وكثير من الكلمات تتكرر في الكتاب والسنة ويدل السياق في كثير من تلك المواضع أو أكثرها على معنى الكلمة، وهكذا يكثر استعمالها على ألسنة حملة الشرع من الصحابة والتابعين، بل كثيرًا ما يدل السياق في الكلمة التي قد ثبت أن الشارع نقلها على أنها في ذلك الموضع ليست بالمعنى المنقولة إليه كقوله تعالى: «إن الله والملائكة يصلون على النبي»، (١) وقوله تعالى: «ولا تزكوا أنفسكم هو اعلم بمن أتقى»، وغير ذلك، فما بالك بما لم يأت أنه نقل إلى معنى آخر. ونحوهذا يأتي في الاشتراك والمجاز والإضمار والتخصيص والتقديم والتأخير، وقد تقرر أن الظاهر حجة، وأن من استعمل الكلمة في غير المعنى الظاهر منها كان عليه أن ينصب قرينة وإلا كان الكلام كذبًا، واحتمال قرينة لم تنقل يرده ما تقدم من تكفل الله ﷿ بالبيان وبحفظ الشريعة، وقضاء العادة بأنها لوكانت هناك قرينة لنقلت، وكثيرًا ما تقوم الحجة القاطعة على أن الكلام على ظاهره، إما من الكلام نفسه بتركيبه وسياقه، وأما بمعونة نظائره في الكتاب والسنة، وقد أخطأ أفراد من الصحابة في فهم قوله تعالى: «... وكلوا وأشربوا حتى يتبين لكم

(١) كأنه يشير إلى أن لفظ (يصلون) في الآية الأولى ولفظ (تزكوا) في الثانية منقول عن وضعه اللغوي، وهذا وإن ظهر في لفظ (يصلون) فلا يظهر في لفظ (تزكوا) . م ع يقول المؤلف: عبارتي واضحة في غير هذا، إنما أردت أن الشارع نقل لفظ الصلاة إلى ذات الركوع والسجود ولفظ الزكاة إلى أداء زكاة المال. ومع ذلك فسياق الآية الأولى يبين أن الصلاة فيها غير ذات الركوع والسجود، وسياق الثانية تبين أن الزكاة فيها غير أداء زكاة المال.

1 / 179