The Fundamentals of Da'wah - Al-Madinah University
أصول الدعوة - جامعة المدينة
Mai Buga Littafi
جامعة المدينة العالمية
Nau'ikan
ما شاء لهم، فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن، يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلًا، ويضل من يشاء ويقدر ويبتلي عدلًا، وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله، وهو متعالٍ على الأضداد والأنداد، لا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، ولا غالب لأمره، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ (السجدة: ١٣)، وقال سبحانه: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ﴾ (المائدة: ٤٨)، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ (الحج: ١٤)، وقال ﷿: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾ (الأنعام: ١٢٥)؛ لذلك أدَّب الله نبيه ﷺ بألا يجزم بفعل شيء غدًا، إلا أن يردَّه إلى مشيئة الله فقال ﷿: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ (الكهف: ٢٣، ٢٤).
وعن أبي موسى ﵁ قال: «كان رسول الله ﷺ إذا جاءه السائل أو طُلبت إليه حاجة، قال اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء»، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد يُصرّفه حيث يشاء»، وعن ابن عباس ﵄ أن رجلًا قال للنبي ﷺ: «ما شاء الله وشئت، فقال: أجعلتني لله ندًّا، قل: ما شاء الله وحده».
المرتبة الرابعة: الإيمان بأن الله سبحانه هو خالق كل شيء لا خالق غيره، ولا شريك له في الخلق، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء﴾ (الزمر: ٦٢)، وقال سبحانه: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ (غافر: ٦٢)، وقال سبحانه: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ﴾ (الأنعام: ١٠٢)، ومن الأشياء أعمال الناس، فأعمال الناس من خلق الله تعالى كما قال ﷿: ﴿واللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾.
1 / 65