فالتفت حينها النجاشي إلى المسلمين متسائلًا: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا؟
عندها برز جعفر ﵁ ليقوم بالإجابة على سؤال النجاشي، - لقد اختاره المسلمون بعد أن تشاوروا ليتولى هذه المهمة وذلك قبل مجيئهم إلى مجلس النجاشي وبعد علمهم بمجيء رسولَي قريش-.
نهض جعفر بثبات وثقة بالله ﷿ ثم أتبع ذلك بكلمات كسراج الشمس قائلًا: يا أيها الملك، إنّا كنّا قومًا أهل جاهلية: ثم سرد جميع ما كانوا عليه من أمر الجاهليه ممّا تأباه الفطرة السليمة، وينافي العبودية لله ﷾.
إلى أن قال: حتى بعث الله إلينا رسولًا منّا، ثم ذكر محاسن أخلاق الرسول ﵌ وصدقه وأمانته بشهادة قومه قبل أن يُبعث.
ثم بيَّن ما دعاهم إليه رسول الله ﵌ من عبادة الله وحده، والبراءة ممّا كانوا يعبدون وآباؤهم من الأوثان، وسرد ما أمرهم الله به، من العبادات وما نهاهم عنه من المحرَّمات ممّا تألفه الفطرة السليمة.
وأتبع ذلك مبيِّنًا أنه ما هاجر هو والمسلمون إلى جوار النجاشي - راجين ألا يظلموا عنده- إلا بعد أن عذّبتهم قريش وظلمتهم ومنعتهم من ممارسة شعائر دينهم.
فتأثَّر النجاشي ﵀ بقول جعفر ﵁، ثم سأله إن كان معه شيء ممّا أُنزل على رسول الله ﵌، فمضى جعفر يتلو لآيات من سورة مريم في خشوع فبكى النجاشي، وبكى معه أساقفته جميعًا، ثم التفت إلى مبعوثي