The Four Principles in the Qur'an

Abul A'la Maududi d. 1399 AH
79

The Four Principles in the Qur'an

المصطلحات الأربعة في القرآن

Nau'ikan

وبملاحظة جميع ما ورد في القرآن من تفاصيل لقصة موسى ﵇ وفرعون، لا يبقى من شك أن كلمة (الدين) لم ترد في تلك الآيات بمعنى النحلة والديانة فحسب، أريد بها الدولة ونظام المدينة أيضًا. فكان مما يخشاه فرعون ويعلنه: أنه إن نجح موسى ﵇ في دعوته، فإن الدولة ستدول وإن نظام الحياة القائم على حاكمية الفراعنة والقوانين والتقاليد الرائجة سيقتلع من أصله. ثم إما أن يقوم مقامه نظام آخر على أسس مختلفة جدًا، وإما ألا يقوم بعده أي نظام. بل يعم كل المملكة الفوضى والاختلال. (إن الدين عند الله الإسلام) (آل عمران: ١٦) (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه) (آل عمران: ٨٥) (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (التوبة: ٣٣) (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) (الأنفال: ٣٩) (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيتَ الناس يدخلون في دين الله أفواجًا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا) (سورة النصر) المراد بـ (الدين) في جميع هذه الآيات هو نظام الحياة الكامل الشامل لنواحيها من الاعتقادية والفكرية والخلقية والعملية. فقد قال الله تعالى في الآيتين الأولين إن نظام الحياة الصحيح المرضي عند الله هو النظام المبني على إطاعة الله وعبديته. وأما ما سواه من النظم المبنية على إطاعة السلطة المفروضة من دون الله، فإنه مردود عند، ولم يكن بحكم الطبيعة ليكون مرضيًا لديه، ذلك بأن الذي ليس الإنسان إلا مخلوقه ومملوكه، ولا يعيش في ملكوته إلا عيشة الرعية، لم يكن ليرضى بأن يكون للإنسان الحق في أن يحيا حياته على إطاعة غير سلطة الله وعبديتها، أو على اتباع أحد من دون الله. وقال في الآية الثالثة أنه قد أرسل رسوله ﷺ بذلك النظام الحق الصحيح للحياة الإنسانية -أي الإسلام- وغاية رسالته أن يظهره على سائر النظم للحياة.

1 / 79