The Four Principles in the Qur'an
المصطلحات الأربعة في القرآن
Nau'ikan
فالسؤال الذي يخالج نفس الباحث في هذا المقام هو: أي شيء كان إذًا موضوع النزاع بينهم وبين نبيهم نوح ﵇. وإننا إذًا أرسلنا النظر لأجل ذلك في آيات القرآن وتتبعناها، تبين لنا أنه لم يكن موضوع النزاع بين الجانبين إلا أمرين اثنين: أولهما أن نوحًا ﵇ كان يقول لقومه: إن الله الذي هو رب العالمين والذي تؤمنون بأنه هو الذي قد خلقكم وخلق هذا العالم جميعًا، وهو الذي يقضي حاجاتكم، هو في الحقيقة إلهكم الواحد الأحد ولا إله إلا هو، وليس لأحد من دونه أن يقضي لكم الحاجات ويكشف عنكم الضر ويسمع دعواكم ويغيثكم، ومن ثم يجب عليكم ألا تعبدوا إلا إياه ولا تخضعوا إلا له وحده.
(يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: ٥٩)
(ولكني رسولٌ من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي) (الأعراف: ٦١-٦٢)
وكان قومه بخلاف ذلك مصرين على قولهم بأن الله هو رب العالمين دون ريب. إلا أن هناك آلهة أخرى لها أيضًا بعض الدخل في تدبير نظام هذا العالم، وتتعلق بهم حاجاتنا، فلا بد أن نؤمن بهم كذلك آلهة لنا مع الله:
(وقالوا لا تذرنُّ آلهتكم ولا تذرنّ ودًا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا) (نوح: ٢٣)
1 / 28