140

The Forty Creedal Principles

الأربعون العقدية

Mai Buga Littafi

دار الآثار

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

٢٠٢١ م

Inda aka buga

مصر

Nau'ikan

٣» القول الثالث: قالوا: إن الهاء تعود إلى الله ﷿. ويقولون: الصورة هي وصف لآدم ﵇، وإنما أضاف الله ﷿ صورة آدم ﵇ إلى نفسه إضافةَ تشريفٍ، أو مِلْكِيّةٍ. وممن قال بذلك: ابن خزيمة، والبيهقي، وابن حزم. (^١) ٤» القول الرابع: وهو الراجح الصحيح الذي عليه جمهور أهل السنة، والذي نسبه شيخ الإسلام ابن تيمية إلى جمهور السلف. هو أن الهاء تعود إلى الله ﷿، وأن ذلك يقتضي القولَ بظاهر الحديث مع إثبات صفة الصورة لله ﷿ على ما يَليق به -سبحانه-. فالقول إن الله خلق آدم ﵇ على صورة الله ﷿ لا يَلزَمُ مِنه المماثلة؛ بدليل قوله ﷺ: «إنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ: عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» (^٢)، فمراده ﷺ: أن أول زمرة هم على صورة البَشَر، ولكنهم في الوضاءة والحُسْن والجمال واستدارة الوجه وما أشبهَ ذلك: على صورة القمر، فصُورتهم: فيها شَبَهٌ

(^١) قال ابن خزيمة: "... فصورة آدم ستون ذراعًا، التي أخبر النبي ﷺ أن آدم ﵇ خُلق عليها، لا على ما توهَّمَ بعضُ من لم يتحرَّ العلمَ، فظنَّ أنّ قوله «على صُورتِه» صورة الرحمن صفةً من صفات ذاته؛ جلَّ وعلا! قد نزَّهَ الله نَفْسَهُ وقَدَّسَ عن صفات المخلوقين، فقال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] ... "، وإنما إضافة الصورة إلى الرحمن هو إضافة الخلق إليه؛ لأن الخلق يضاف إلى الرحمن؛ إذِ اللهُ -تعالى-خلقَه، وكذلك الصورة تُضاف إلى الرحمن؛ لأنّ الله صوَّرها. وانظر كتاب [التوحيد] لابن خزيمة (ص/٩٣). وممن قال بقول ابن خزيمة: البيهقي في كتابه [الأسماء والصفات]. * وقال ابن حزم: "وكذلك القول في الحديث الثابت «خلق الله آدم على صورته» فهذه إضافة مِلكٍ، يريد: الصورة التي تخيَّرها الله ﷾ ليكون آدم مصوَّرًا عليها، وكلُّ فاضلٍ في طبقته فإنه يُنسبُ إلى الله ﷿ كما يقول: "بيت الله تعالى" عن الكعبة، والبيوت كلها بيوت الله تعالى... " ا. هـ. وانظر [الفِصَل في المِلَل والأهواء والنِّحَل] (٢/ ١٢٨)، و[إيضاح الدليل في قطْع حُجَج أهل التعطيل] (ص/١٥٥)، و[التوضيح لشرح الجامع الصحيح] (٢٩/ ١٢). *وهنا تنبيه مهم: فارقٌ بينَ من يحمل إضافة الصورة في قوله «على صورته» إلى الله -تعالى-، مَن يحملها على سبيل التشريف - وهو أحد الأوجه التي قال بها الشيخ العثيمين- مع إثبات صفة الصورة لله -تعالى- من النصوص الأخرى، وبين من يحملها على ذلك نفيًا لصفة الصورة عن الله ﷿! (^٢) متفق عليه.

1 / 153