The End in Explanation of Guidance - Al-Saghnaqi
النهاية في شرح الهداية - السغناقي
Bincike
رسائل ماجستير - مركز الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى
Nau'ikan
وقد استولى التتار على العراق وخراسان، وهموا للزحف على الشام ومصر، فدخل التتار حلب، وأعملوا السيف في أهلها، وجرى لهم قريب مما جرى لأهل بغداد (^١).
وعندما علم الملك المظفر قطز (^٢) أن التتار عازمون على القدوم إلى بلاد مصر تجهز لهم وحاربهم في موقعة عين جالوت ٦٥٩ هـ (^٣) وهزمهم.
وبعد مقتل قطز تولى الملك الظاهر بيبرس، فبايع للخلافة في بغداد للمستنصر بالله أبي القاسم، فما كان من هذا الخليفة إلا أن قلده حاكما على مصر، ثم قتل الخليفة العباسي المستنصر بالله وبويع الحاكم بأمر لله.
وفي سنة ٦٦١ هـ أسلم بركة خان ابن عم هولاكو وتحالف مع الظاهر بيبرس لمحاربة هولاكو فهزم الله تعالى هولاكو ومن معه.
وفي سنة ٧٠١ هـ توفي الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله وبويع لابنه المستكفي بالله، وفي هذه الفترة اجتمع التتار مرة أخرى فخرج الشيخ ابن تيمية وحرض المسلمين على قتالهم فخرجت الجموع المسلمة من كل مكان وهزموهم شر هزيمة وأعز الله الإسلام وأهله (^٤).
هذا ولاشك أن لهذا الاضطراب السياسي الذي عاصره العلامة الإمام السِّغْنَاقِي- ﵀ تأثيرا في حياته، ولكن رغم ذلك كله، نراه أقبل على العلم تدريسًا وتأليفًا كغيره من العلماء المخلصين في هذا العصر، فقاموا على حفظ ما بقي من التراث، وتجديد ما بدده (^٥) الغزاة.
_________
(^١) انظر: إعلام النبلاء بتاريخ حلب: (٣/ ٢٣١، ٢٣٢).
(^٢) هو سيف الدين التركي قطز بن عبدالله، أخص مماليك المعز التركماني، بويع سنة ٦٥٧ هـ، وكان شجاعًا بطلًا كثير الخير ناصحًا للإسلام وأهله، وكان الناس يحبونه ويدعون له كثيرًا، قتل شهيدًا ﵀ سنة ٦٥٧ هـ انظر: البداية والنهاية (١٣/ ٢٢٥ - ٢٢٦)، شذرات الذهب (٥/ ٢٩١).
(^٣) اسم موقع عند مدينة بيسان في غور الأردن جرت عنده موقعة فاصلة بين الجيش الإسلامي والمغول سنة (١٢٦٠) هـ وانتهت بهزيمة المغول لأول مرة وتراجعهم النهائي عن بلاد الشام وإيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط خلافة بغداد والخلافة العباسية سنة ١٢٥٨ هـ. بلدة بين بيسان ونابلس من أعمال فلسطين. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (٢/ ١٦٢).
(^٤) انظر: العبر: (٥/ ٢٥٨)، البداية والنهاية: (١٤/ ٢١)، إعلام النبلاء بتاريخ حلب: (٣/ ٢٤٦، ٢٤٧).
(^٥) بده يبده بدًا: فرّقه، والتبديد: التفريق، وتبدد الشيء: تفرّق. انظر: الصِّحَاح (٢/ ٤٤٤).
المقدمة / 23