194

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Mai Buga Littafi

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Inda aka buga

اللملكة العربية السعودية

Nau'ikan

فهو الذي خلقها وابتدعها على غير مثال سبق، فإن شواهد الحدوث والخلق والتسخير ظاهر عليها، فلا بد لهما من صانع، وهو الله لا إله إلا هو، خالق كل شيء وإلهه ومليكه" (^١).
وفي جواب موسى ﵇ لفرعون عندما سأله عن رب العالمين وكان يجحد الصانع ويعتقد أنه لا رب سواه: ﴿قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ (^٢) أي خالق جميع ذلك ومالكه هو رب العالمين، وهو الخالق (^٣).
ثم إن الله تعالى يدعو عباده إلى التفكر في مخلوقاته - ومنها السماوات- الدالة على وجوده وانفراده بخلقها، وأنه المعبود وحده (^٤)، فيقول: ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ﴾ (^٥).
ثانيًا: توحيد الربوبية:
بين الله ﷿ أن النظر في ملكوت السماوات والأرض والتأمل في خلقهما يدل على وحدانيته ﷿ في ملكه وخلقه، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه (^٦)، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ (^٧).

(^١) تفسير ابن كثير: ٤/ ٤٨٢.
(^٢) الشعراء: ٢٤.
(^٣) المرجع السابق: ٦/ ١٣٨.
(^٤) انظر: تفسير القرطبي: ١٤/ ٨، وتفسير ابن كثير: ٦/ ٣٠٥.
(^٥) الروم: ٨.
(^٦) انظر: تفسير الطبري: ٧/ ٢٨٣، ٢٨٦، وتفسير ابن كثير: ٣/ ٢٩٠.
(^٧) الأنعام: ٧٥.

1 / 212