The Dialogue Approach through the Biography of Musab bin Umair and its Educational Applications
أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
Nau'ikan
ذلك مع جميع الناس بعيدهم وقريبهم، يقول سبحانه: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (١)، وجعل القول الأحسن مرتبة عليا للمسلمين، قال جل وعلا: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (٥٣)﴾ (٢) في كلامهم وحواراتهم وخطاباتهم بين بعضهم إلى بعض، يقول الطبري ﵀ في هذه الآية: " وقل يا محمد لعبادي يقل بعضهم لبعض التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة " (٣)، وقد قال الرسول ﷺ: «الكلمة الطيبة صدقة» (٤)، فقد كان ﷺ قدوةً حسنةً في القول الحسن، وكان ﷺ بعيدًا كل البعد عن الفحش من القول، فعن عبد الله بن عمرو ﵄، قال: لم يكن النبي ﷺ فاحشًا ولا متفحشًا، وكان يقول: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا» (٥)، لذلك يلزم المحاور التحلي بالكلمة الطيبة والقول الحسن حتى مع غير المسلمين، ويختار كذلك العبارة المناسبة، التي تليق بمقام الطرف الآخر، وبما يكون مناسبًا للجو العام في الحوار.
وإذا تتبع القارئ حوارات مصعب بن عمير ﵁، يجد حرصه على الكلمة الطيبة، وانتقاء العبارات المناسبة، رغم الذي يلاقيه من فحش القول. فعندما كان في المدينة ومعه أسعد بن زرارة ﵁، جاءهما أسيد بن حضير ﵁ " فوقف عليهما متشتّما، قال: ما جاء بكما إلينا تسفّهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت
_________
(١) سورة البقرة: آية (٨٣).
(٢) سورة الإسراء: آية (٥٣).
(٣) الطبري: تفسير الطبري، دار هجر، الجيزة، ط١، ١٤٢٢هـ، ١٤/ ٦٢٣.
(٤) البخاري: مصدر سابق، كتاب الأدب، باب كل معروف صدقة، ٨/ ١١، رقم ٦٠٢٢.
(٥) المصدر السابق، كتاب المناقب، باب صفة النبي ﷺ، ٤/ ١٨٩، رقم ٣٥٥٩.
1 / 78