The Depictions of Islamic Media in the Holy Quran - A Study in Thematic Interpretation
صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي
Nau'ikan
ومن هذه الحدود: حد قذف المحصنات لحفظ الأعراض وفيه يقول ﵎ ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٤) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)﴾ (١). والجلد أيضًا عقوبة أهل الفِرَى، الذين يرمون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا من الفاحشة، يجلدون قطعًا لقالة السوء عن المجتمع، وتطهيرًا له من تقاذف السفهاء لأعراض الأبرياء الطاهرين.
بهذه العقوبات القرآنية، وما ثبت في السنة المطهرة من قتل المرتد حفظًا للدين، وجلد شارب الخمر، حفظًا للعقل، يتحقق حفظ الضرورات الخمس: دين الإنسان، ونفسه، وعقله، وعرضه، وماله.
وبحفظ الضرورات الخمس، يتوفر للناس خير مناخ، يستطيعون فيه بناء مجتمعاتهم، وتقوية علاقاتهم الاجتماعية، بمنأى عن هواجس الخوف والهلع من عدوان المعتدين، وأمن واطمئنان على سلامة أنفسهم وعقولهم، وعفة وطهارة مجتمعهم من فساد المفسدين، وأقوال المفترين.
وأجدني وأنا أكتب هذه الكلمات، أقول في نفسي متمنيًا راجيًا: أفلا يأتي يوم نحيا - وأمتنا - حياة إسلامية، قرآنية، ربانية. وأرجع أردد قول رب العالمين ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ (٢).
فاللهم أبرم لهذه الأمة عهد رشد، يُحْكَم فيه بكتابك العظيم، وسنة النبي الكريم، عليه أتم الصلوات والتسليم.
وبحفظ التوازن الاجتماعي، نختم - بفضل الله - هذا الفصل، ومنه ننتقل إلى الفصل الخامس عن الإعلام الاقتصادي في القرآن الكريم، ومن الله أستمد العون، وعليه اتكالي لا إله غيره.
(١) - سورة النور. آية: ٤ - ٥
(٢) - سورة إبراهيم. آية: ٢٠
1 / 223