الباب السابع: الاقتصادُ في العمل والدوامُ عليه أحبُّ إلى الله • عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ فَقَالَ: «مَنْ هذِهِ؟» قَالَتْ: فُلَانَةُ (^١) تَذْكُرُ (^٢) مِنْ صَلَاتِهَا قَالَ: «مَهْ (^٣) عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ (^٤) فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ (^٥) اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا (^٦) وَكَانَ أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ». رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا التِّرْمِذِيَّ. • عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ (^٧): «أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ (^٨) وَأَتْقَاكُمْ لَهُ (^٩) وَلكِنِّي أَصُومُ (^١٠) وَأُفْطِرُ (^١١) وَأُصَلِّي (^١٢) وَأَرْقُدُ (^١٣) وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ (^١٤) فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي (^١٥)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ. • عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَمْروٍ (^١٦) ﵄ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: «أَلَمْ أُخْبَرْ (^١٧) أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصومُ النَّهَارَ» قلْتُ: إِنِّي أَفْعَلُ ذلِكَ قَالَ: «فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ هَجَمَتْ عَيْنُكَ (^١٨) وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ (^١٩) وَإِنَّ لِنَفْسِكَ حَقٌّ (^٢٠) وَلِأَهْلِكَ حَقٌّ (^٢١) فَصُمْ (^٢٢) وَأَفْطِرْ وَقُمْ وَنَمْ» (^٢٣). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

(الباب السابع. الاقتصاد في العمل والدوام عليه أحب إلى الله) (^١) هي الحولاء بنت تويت بالتصغير. (^٢) أي عائشة فقالت يا رسول الله: هي أعبد أهل المدينة لا تنام الليل. (^٣) اسم زجر أي اكففي فهو نهي عن مدحها أو عن عمل ما لا يمكن المداومة عليه. (^٤) أي الزموا العمل الذي تطيقونه وداوموا عليه. (^٥) الملل: السآمة وترك الشيء استثقالا وهو محال على الله تعالى فيراد لازمه وهو ترك الإعطاء. (^٦) تسأموا فالله تعالى لا يقطع الثواب عن عبده حتى يترك العقل. (^٧) سببه أن ناسًا من المسلمين جاءوا إلى عائشة فسألوها عن عمل النبي ﷺ فأخبرتهم به فكأنهم استقلوا أعماله فبلغه ذلك فقال. (^٨) أي أشدكم خشية له. (^٩) أي أكثركم طاعة له. (^١٠) في بعض الأيام. (^١١) في بعضها. (^١٢) في بعض الليل تهجدًا. (^١٣) في بعضه لراحة جسمي. (^١٤) لحفظ التناسل الإنساني الذي عليه عمارة الكون، وهذه طريقتي الكفيلة بخير الدنيا والآخرة. (^١٥) ليس على طريقتي التي أمرني بها ربي. (^١٦) زوجه أبوه امرأة قرشية جميلة فتركها وانقطع للعبادة فكلمه أبوه فلم يسمع فشكاه للنبي ﷺ فأحضره. (^١٧) استفهام أي بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل. (^١٨) غارت وضعفت. (^١٩) أي سئمت وكلت. (^٢٠) اسم إن ضمير الشأن وجملة لنفسك حق خبرها، فراع حقها بالراحة. (^٢١) هي الزوجة لها عليك حق الإنفاق والتمتع لتعف نفسها بذلك. (^٢٢) في بعض الأيام. (^٢٣) في بعض الليل.