The Creed of the Salaf Imams and the People of Hadith
اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث
Mai Buga Littafi
دار إيلاف الدولية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٠هـ/١٩٩٩م
Inda aka buga
الكويت
Nau'ikan
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١] .
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١] .
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد: فقد تصدى الكثير من أهل العلم لبيان عقيدة السلف أهل الحديث وأهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة والفرقة الناجية، والانتصار لتلك العقيدة، والذب عنها، ورد شبهات المضلين حولها، ودحض العقائد المخالفة، ومن هؤلاء الإمام أبو أحمد الحاكم "ت ٣٨٧هـ" والإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري "ت ٣٣٠هـ" والإمام أبو بكر الإسماعيلي "ت٣٧١هـ" فقد بينوا عقائد أهل الحديث وانتصروا لها، جزاهم الله على ذلك خير الجزاء، وكنت قد أفردت كتابًا مستقلًا لشرح ما قرره كل واحد منهم
1 / 5
من عقائد أهل الحديث، ثم رأيت أن أجمع كل ذلك في مجلد واحد لمسيس الحاجة إليها، لاسيما وأننا في زمن كثر القادحون في عقائد أهل الحديث، وتعدد من يصفونهم بصفات ذميمة كالحشوية والمجسمة وغير ذلك- وهم منه براء- وذلك بقصد التنفير منهم ومن عقائدهم، ولهم أساليب أخرى كالتشكيك في صحة تلك المصنفات عن مؤلفيها، والطعن في أسانيدها، والأمر كما قيل "رمتني بدائها وانسلت" فهم أحق بالتشكيك في صحة كتبهم والقدح في أسانيدها، فإنها في الحقيقة "ظلمات بعضها فوق بعض".
وقد رتبت هذا الكتاب على أربعة أقسام:
الأول: اعتقاد السلف عامة.
الثاني: اعتقاد أهل الحديث لأبي أحمد الحاكم.
الثالث: اعتقاد أهل الحديث للأشعري.
الرابع: اعتقاد أهل الحديث للإسماعيلي.
هذا: والله أسأل القبول وأن ينفع بهذا الكتاب كل من قرأه ويجعله في ميزان حسناتي وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
د. محمد بن عبد الرحمن الخميِّس
1 / 6
القسم الأول: اعتقاد السلف عامة
...
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١] .
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١] .
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد.
فإن من أولى ما شغلت به الأوقات، تعلم العلم وتعليمه، ونشره بين الناس، ولاسيما علم أصول الدين الذي به يعرف الله ﷿، وأسماؤه وصفاته، وما يجب له على خلقه، وما ينبغي في حقه وما لا يجوز، وغير ذلك من مسائل الإيمان، والقدر، واليوم الآخر، وغيرها كثير وقد اجتهدت طوائف المبتدعين في الانتصار لعقائدها، ونشرها بين الناس وأهل السنة والجماعة، من سلف هذه الأمة الصالحين ومن تبعهم -أولى بذلك منهم، فإنهم على الحق والهدى.
هذا ومما يؤسف له أن بعض الجامعات الإسلامية في كثير من البلدان، لم تعط عقائد السلف ما تستحقه من العناية والدراسة، والبحث والنشر، وإذا
1 / 9
نشرت شيئًا من الكتب والبحوث في مجال العقيدة، فإنما هي عقيدة الأشعرية والماتريدية وأشباههم، وإن كان هناك وجود لكتب تتحدث عن عقيدة السلف. أهل السنة والجماعة- فإنها مشوبة بكلام المتكلمين ومصطلحاتهم الحادثة المبتدعة، وليست بصفاء عقائد السلف المأثورة عنهم، البعيدة عن التكلف والكلام والجدل، المقصورة على ما جاء في كتاب الله، وحديث رسوله ﷺ.
وقد أحببت- مستعينًا بالله تعالى- أن أسهم بهذا الجهد المتواضع في نشر عقيدة السلف الصالح والذب عنها، وإظهار ما كانوا عليه في مسائل أصول الدين، وما ردُّوا به على أصناف المبتدعة والملحدين.
وقد بدأت في جمع أقوال عدد من أئمة السلف أهل السنة والجماعة في مسائل أصول الدين، وذلك من مصادر مختلفة، حيث حكى كل منهم ما يعتقده من مسائل أصول الدين، وما يدين به لله رب العالمين، ورتبت ذكر هؤلاء الأئمة وكلامهم على حسب الزمن، فبدأت بأقدمهم ثم الذي يليه وهكذا وقد بلغت عدتهم ثمانية وعشرون إمامًا مرتبة أقوالهم وعقائدهم، وذلك على الترتيب الآتي:
١- أبو حنيفة "١٥٥" هـ.
٢- الأوزاعي "١٥٧" هـ.
٣- الثوري "١٦١" هـ.
٤- مالك "١٧٩" هـ.
٥- ابن المبارك "١٨١" هـ.
٦- ابن عيينه "١٩٨" هـ.
٧- الشافعي "٢٠٤" هـ.
٨- الحميدي "٢١٩" هـ.
٩- بشر بن الحارث "٢٢٧" هـ.
١٠- ابن المديني "٢٣٤" هـ.
1 / 10
١١- أبو ثور "٢٤٠" هـ.
١٢- أحمد بن حنبل "٢٤١" هـ.
١٣- البخاري "٢٥٦" هـ.
١٤- الذهلي "٢٥٨" هـ.
١٥- أبو زرعة الرازي "٢٦٤" هـ.
١٦- أبو حاتم الرازي "٢٧٧" هـ.
١٧- ابن أبي حاتم "٣٢٧" هـ.
١٨- ابن جرير "٣١٠" هـ.
١٩- أبو بكر بن أبي داود "٣١٦" هـ.
٢٠- نصر المقدسي "٤٩٠" هـ.
٢١- القادر بالله "٤٢٢" هـ.
٢٢- الهاشمي "٤٢٨" هـ
٢٣- الصابوني "٤٤٩" هـ
٢٤- الخطيب البغدادي "٤٦٣" هـ
٢٥- الزنجاني "٤٧١" هـ.
٢٦- الكلوذاني "٥١٠" هـ.
٢٧- الكرجي "٥٣٢" هـ.
٢٨-السلفي "٥٧٦" هـ.
كما قمت بعمل ترجمة مختصرة لكل واحد منهم أذكرها عند الكلام عن عقيدته، وذلك لبيان منزلته عند أهل العلم.
1 / 11
١- اعتقاد الإمام أبي حنيفة
أ- أقوال الإمام أبي حنيفة في التوحيد:
أولًا: عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي:
قال أبو حنيفة: "لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ١ ... "٢.
٢- قال أبو حنيفة: "يكره أن يقول الداعي أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام"٣.
٣- وقال أبو حنيفة: "لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك٤، أو بحق خلقك"٥.
_________
١ سورة الأعراف، الآية ١٨٠.
٢ الدر المختار مع حاشية رد المحتار "٦/ ٣٩٦- ٣٩٧".
٣ شرح العمدة الطحاوية ص ٢٣٤، وإتحاف السادة المتقين ٢/٢٨٥، وشرح الفقه الأكبر للقاري ص ١٩٨.
٤ كره الإمام أبو حنيفة ومحمد بن الحسن أن يقول الرجل في دعائه: "اللهم إني أسألك بمعاقد العزّ من عرشك" لعدم وجود النص في الإذن به، وأما أبو يوسف فقد جوّزه لوقوفه على نص من السنة، وفيه أن النبي ﷺ، كان من دعائه: "اللهم إني أسألك بمعاقد العزَّ من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك".. وهذا الحديث أخرجه البيهقي في كتاب الدعوات الكبيرة كما في البناية ٩/٣٨٢، ونصب الراية "٤/٢٧٢"، وفي إسناده ثلاثة أمور قادحة:
ا- عدم سماع داود بن أبي عاصم لابن مسعود.
٢- عبد الملك بن جريج مدلس ويرسل.
٣- عمر بن هارون متهم بالكذب من أجل ذلك قال ابن الجوزي كما في البناية "٩/٣٨٢"، "هذا حديث موضوع بلا شك وإسناده محبط كما ترى".
انظر تهذيب التهذيب "٣/١٨٩"، "٦/٤٠٥"، "٧/٥٠١"، وتقريب التهذيب "١/٥٢٠".
٥ التوسل والوسيلة، ص ٨٢، وانظر شرح الفقه الأكبر ص ١٩٨.
1 / 12
ثانيًا: قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية:
٤- وقال: "لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السُّنَّة والجماعة وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته ورضاه ثوابه، ونصفه كما وصف نفسه أحدٌ صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، حيُّ قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه ووجهه ليس كوجوه خلقه"١.
٥-وقال: "وله يد ووجه ونفس، كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس، فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته، لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال"٢.
٦- وقال: "لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه ولا يقول فيه برأيه شيئًا تبارك الله وتعالى رب العالمين"٣.
٧- ولما سئل عن النزول الإلهي قال: "ينزل بلا كيف"٤.
٨- وقال أبو حنيفة: "والله تعالى يدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء"٥.
٩- وقال: "وهو يغضب ويرضى ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه"٦.
_________
١ الفقه الأبسط ص ٥٦.
٢ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
٣ شرح العقيدة الطحاوية "٢/٤٢٧"، تحقيق د. التركي، جلاء العينين ص ٣٦٨.
٤ عقيدة السلف أصحاب الحديث ص ٤٢، ط دار السلفية، الأسماء والصفات للبيهقي ص ٤٥٦ د وسكت عليه الكوثري، وشرح العقيدة الطحاوية ص ٢٤٥، تخريج الألباني، وشرح الفقه الأكبر للقاري ص ٦٠.
٥ الفقه الأبسط ص ٥١.
٦ الفقه الأبسط ص٥٦، وسكت عليه محقق الكتاب الكوثري
1 / 13
١٠- وقال: "ولا يشبه شيئًا من الأشياء من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته"١.
١١- وقال: "وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلم لا ككلامنا"٢.
١٢- وقال: "لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين"٣.
١٣- وقال: "ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر"٤.
١٤- وقال: "وصفاته الذاتية والفعلية، أما الذاتية فالحياة؟ والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته"٥.
١٥- وقال: "ولم يزل فاعلًا بفعله والفعل صفة في الأزل والفاعل هو الله تعالى والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق"٦.
١٦- وقال: "من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض"٧.
_________
١ الفقه الأكبر ص ٣٠١.
٢ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
٣ الفقه الأبسط ص ٥٦.
٤ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص ٢٥.
٥ الفقه الأكبر ص ٣٠١.
٦ الفقه الأكبر ص ٣٠١.
٧ الفقه الأبسط ص ٤٦. نقل نحو هذا اللفظ شيح الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٥/٤٨)، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص ١٣٩، والذهبي في العلو ص ١٠١- ١٠٢، وابن قدامة في العلو ص ١١٦، وابن أبي العزّ في شرح الطحاوية ص ٣٠١.
1 / 14
١٧- وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده قال: "إن الله ﷾ في السماء دون الأرض، فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ﴾ ١ قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه"٢.
١٨- وقال كذلك: "يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه"٣.
١٩- وقال: "إن الله ﷾ في السماء دون الأرض، فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ﴾ ٤ قال: هو كما تكتب لرجل إني معك وأنت غائب عنه"٥.
٢٥- وقال: "قد كان متكلمًا ولم يكن كلم موسى ﵇"٦.
٢١- وقال: "ومتكلمًا بكلامه والكلام صفة في الأزل"٧.
٢٢- وقال: "وتكلم لا ككلامنا"٨.
٢٣- وقال: "وسمع موسى ﵇ كلام الله تعالى كما قال الله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ ٩ وقد كان الله تعالى متكلمًا ولم يكن كلم موسى ﵇"١٠.
٢٤- وقال: "والقران كلام الله في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ، وعلى الألسن مقروء، وعلى النبي ﷺ، أنزل"١١.
_________
١ سورة الحديد، الآية ٤.
٢ الأسماء والصفات ص ٤٢٩.
٣ الفقه الأبسط ص ٥٦.
٤ سورة الحديد، الآية ٤.
٥ الأسماء والصفات (٢/ ١٧٠) .
٦ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
٧ الفقه الأكبر ص ٣٠١.
٨ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
٩ سورة النساء، الآية ١٦٤.
١٠ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
١١ الفقه الأكبر ص ٣٠١.
1 / 15
٢٥- وقال: "والقرآن غير مخلوق"١.
ب- أقوال الإمام أبي حنيفة في القدر
١- جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة يجادله في القدر فقال له: "ما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عيني الشمس كلما إزداد نظرًا إزداد تحيرًا"٢.
٢- يقول الإمام أبو حنيفة: "وكان الله تعالى عالمًا في الأزل بالأشياء قبل كونها"٣.
٣- وقال: "يعلم الله تعالى المعدوم في حالة عدمه معدومًا، ويعلم أنه كيف يكون إذا أوجده، ويعلم الله تعالى الموجود في حال وجوده موجودًا ويعلم كيف يكون فناؤه"٤.
٤- يقول الإمام أبو حنيفة: "وقدره في اللوح المحفوظ"٥.
٥- وقال: "ونقر بأن الله تعالى أمر القلم أن يكتب فقال القلم: ماذا أكتب يا رب؟ فقال الله تعالى: أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة لقوله تعالى: ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ * وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ ٦"٧.
٦- وقال الإمام أبو حنيفة: "ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته"٨.
_________
١ الفقه الأكبر ص ٣٠١.
٢ قلائد عقود العقيان (ق- ٧٧- ب) .
٣ الفقه الأكبر ص ٣٠٢، ٣٠٣.
٤ الفقه الأكبر ص ٣٠٢، ٣٠٣.
٥ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
٦ سورة القمر، الآيتان ٥٢- ٥٣.
٧ الوصية مع شرحها ص ٢١.
٨ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
1 / 16
٧- ويقول الإمام أبو حنيفة: "خلق الله الأشياء لا من شيء"١.
٨- وقال: "وكان الله تعالى خالقًا قبل أن يخلق"٢.
٩- وقال: "نقر بأن العبد مع أعماله وإقراره ومعرفته مخلوق، فلما كان الفاعل مخلوقًا فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة"٣.
١٠- وقال: "جميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم والله تعالى خالقها وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره"٤.
١١- قال الإمام أبو حنيفة: "وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة والله تعالى خلاقها وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره، والطاعات كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضاه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره، والمعاصي كلها بعلمه وقضائه وتقديره، ومشيئته لا بمحبته ولا برضاه ولا بأمره"٥.
١٢- وقال: "خلق الله تعالى الخلق سليمًا من الكفر والإيمان٦ ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهم، فكفر من كفر بفعله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان الله تعالى إياه، وآمن من آمن بفعله وإقراره وتصديقه بتوفيق الله تعالى ونصرته له"٧.
١٣- وقال: "وأخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر، فجعلهم عقلاء فخاطبهم وأمرهم بالإيمان ونهاهم عن الكفر، فأقروا له بالربوبية فكان ذلك منهم إيمانًا فهم يولدون على تلك الفطرة، ومن كفر بعد
_________
١ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
٢ الفقه الأكبر ص ٣٠٤.
٣ الوصية مع شرحها ص ١٤.
٤ الفقه الأكبر ص ٣٠٣.
٥ الفقه الأكبر ص ٣٠٣.
٦ الصواب: خلق الله تعالى الخلق على فطرة الإسلام كما سيبينه أبو حنيفة في قوله الآتي.
٧ الفقه الأكبر ص ٣٠٢ – ٣٠٣.
1 / 17
ذلك فقد بذل وغيّر، ومن آمن وصدّق فقد ثبت عليه وداوم"١.
١٤- وقال: "وهو الذي قدّر الأشياء وقضاها ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره، وكتبه في اللوح المحفوظ"٢.
١٥- وقال: "لم يجبر أحدًا من خلقه على الكفر ولا على الإيمان، ولكن خلقهم أشخاصًا والإيمان والكفر فعل العباد، ويعلم تعالى من يكفر في حال كفره كافرًا، فإذا آمن بعد ذلك فإذا علمه مؤمنًا أحبه من غير أن يتغيّر علمه"٣.
ج- أقوال الإمام أبن حنيفة في الإيمان
١- قال: "والإيمان هو الإقرار والتصديق"٤.
٢- وقال: "الإيمان إقرار باللسان وتصديق بالجنان والإقرار وحده لا يكون إيمانًا"٥. ونقله الطحاوي عن أبي حنيفة وصاحبه"٦.
٣- وقال أبو حنيفة: "والإيمان لا يزيد ولا ينقص"٧.
قلت: قوله في عدم زيادة الإيمان ونقصانه وقوله في مسمى الإيمان وأنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان وأن العمل خارج عن حقيقة الإيمان.
قوله هذا هو الفارق بين عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإيمان وبين عقيدة سائر أئمة الإسلام مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم والحق معهم، وقول أبي حنيفة مجانب للصواب وهو مأجور في
_________
١ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
٢ الفقه الأكبر ص ٣٠٢.
٣ الفقه الأكبر ص ٣٠٣.
٤ الفقه الأكبر ص ٣٠٤.
٥ كتاب الوصية مع شرحها ص ٢.
٦ الطحاوية مع شرحها ص ٣٦٠.
٧ كتاب الوصية مع شرحها ص ٣.
1 / 18
الحالين، وقد ذكر ابن عبد البر وابن أبي العزّ ما يشعر أن أبا حنيفة رجع عن قوله والله أعلم١.
د- أقوال الإمام أبي حنيفة في الصحابة:
١- قال الإمام أبو حنيفة: "ولا نذكر أحدًا من صحابة الرسول ﷺ إلا بخير"٢.
٢- وقال: "ولا نتبرأ من أحد من أصحاب الرسول ﷺ، ولا نوالي أحدًا دون أحد"٣.
٣- ويقول: "مقام أحدهم مع رسول الله ﷺ، ساعة واحدة خير من عمل أحدنا جميع عمره وإن طال"٤.
٤- وقال: "ونقر بأن أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد ﷺ أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين"٥.
- وقال: "أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم نكف عن جميع أصحاب رسول الله ﷺ، إلا بذكر جميل"٦.
هـ- نهيه عن الكلام والخصومات في الدين
١- قال الإمام أبو حنيفة: "أصحاب الأهواء في البصرة كثير، ودخلتها عشرين مرة ونيفًا وربما أقمت بها سنة أو أكثر أو أقل ظانًا أن علم
_________
١ التمهيد لابن عبد البر (٩/٢٤٧)، شرح العقيدة الطحاوية ص ٣٩٥.
٢ الفقه الأكبر ص ٣٠٤.
٣ الفقه الأبسط ص ٤٠.
٤ مناقب أبي حنيفة للمكي ص ٧٦.
٥ الوصية مع شرحها ١٤.
٦ كما في النور اللامع (ق ١١٩- ب) عنه.
1 / 19
الكلام أجل العلوم"١.
٢- وقال: "كنت أنظر في الكلام حتى بلغت مبلغًا يشار إليّ فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان فجاءتني امرأة فقالت: رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها؟.
فلم أدر ما أقول فأمرتها أن تسأل حمادًا ثم ترجع فتخبرني فسألت حمادًا فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلّت للأزواج، فرجعت فأخبرتني فقلت: لا حاجة لي في الكلام وأخذت نعلي فجلست إلى حماد"٢.
٣- وقال: " لعن الله عمرو بن عبيد فإنه أحدث للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم في الكلام"٣.
وسأله رجل وقال: "ما تقول فيما أحدثه الناس في الكلام في الأعراض والأجسام، فقال: "مقالات الفلاسفة عليك بالأثر وطريق السلف، وإيّاك وكل محدثة فإنها بدعة"٤.
٤- قال حماد ابن أبي حنيفة: "دخل عليّ أبي- ﵀ يومًا وعندي جماعة من أصحاب الكلام ونحن نتناظر في باب، قد علت أصواتنا فلما سمعت حسَّه في الدار خرجت إليه فقال لي يا حماد من عندك؟ قلت: فلان وفلان وفلان، سمَّيتُ من كان عندي، قال: وفيم أنتم؟ قلت: في باب كذا وكذا، فقال لي: يا حماد دع الكلام- قال: ولم أعهد أبي صاحب تخليط ولا ممن يأمر بالشيء ثم ينهي
_________
١ مناقب أب حنيفة للكردي ص ١٣٧.
٢ تاريخ بغداد ١٣/٣٣٣.
٣ ذم الكلام للهروي ص ٢٨-٣١.
٤ ذم الكلام للهروي (١٩٤/ ب) .
1 / 20
عنه. فقلت له: يا أبت ألست كنت تأمرني به، قال: بلى يا بني وأنا اليوم أنهاك عنه، قلت: ولم ذاك، فقال: يا بني إن هؤلاء المختلفين في أبواب من الكلام ممن ترى كانوا على قول واحد ودين واحد حتى نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة والاختلاف فتباينوا...." ١.
٥- وقال أبو حنيفة لأبي يوسف: "إيّاك أن تكلم العامة في أصول الدين من الكلام فإنهم قوم يقلدونك فيشتغلون بذلك"٢.
هذه طائفة من أقواله- ﵀ وما يعتقده في مسائل أصول الدين وموقفه من الكلام والمتكلمين.
_________
١ مناقب أبي حنيفة للمكي ص ١٨٣-١٨٤.
٢ مناقب أبي حنيفة للمكي ص ٣٧٣.
1 / 21
٢- اعتقاد أبي عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي١-٢ المتوفى ١٥٧هـ
قال اللالكائي أخبرنا الحسن بن عثمان قال أخبرنا أحمد بن حمدان قال حدثنا بشر بن موسى قال حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا أبو إسحاق قال: سألت الأوزاعي فقال: اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم.
وقد كان أهل الشام في غفلة من هذه البدعة حتى قذفها إليهم بعض أهل العراق ممن دخل في تلك البدعة- القول بخلق القرآن- بعدما ردها عليهم فقهاؤهم وعلماؤهم فأشربها قلوب طوائف من أهل الشام واستحلتها ألسنتهم (وأصابهم) ما أصاب غيرهم من الاختلاف فيه.
ولو كان هذا خيرًا ما خصصتم به دون أسلافكم فإنه لم يدخر عنهم خير خبىء لكم دونهم لفضل عندكم وهم أصحاب نبيه ﷺ الذين اختارهم وبعثه فيهم ووصفهم (بما وصفهم) به فقال: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ [الفتح: ٢٩] .
_________
١ أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي الفقيه كان رأسًا في العلم والعمل جم المناقب. قال إسماعيل بن عباس: سمعت الناس سنة أربعين ومائة يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة. وقال عبد الله الخريبي: أفضل أهل زمانه. وقال الوليد بن مسلم: ما رأيت أكثر اجتهادًا في العبادة من الأوزاعي، وفي تهذيب النووي عن عبد الرحمن بن مهدي قاد: الأئمة في الحديث أربعة الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري وحماد بن زيد، ولد سنة ثمان وثمانين كما قال ابن ناصر الدين وتوفي ﵀ سنة سبع وخمسين ومائة. شذرات الذهب ١/٢٤١، ٤٢.
٢ شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ٢/١٧٤.
1 / 22
٣- اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله عنه١ المتوفى سنة ١٦١
قال اللالكائي أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال حدثنا أبو الفضل شعيب بن محمد بن الراجيان قال حدثنا علي بن حرب الموصلي- بسر من رأي سنة سبع وخمسين ومائتين- قال سمعت شعيب بن حرب يقول: قلت لأبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري: حدثني بحديث من السنة ينفعني الله ﷿ به فإذا وقفت بين يدي الله ﵎ وسألني عنه فقال لي من أين أخذت هذا؟ قلت يا رب حدثني بهذا الحديث سفيان الثوري وأخذته عنه فأنجو أنا وتؤاخذ أنت.
فقال يا شعيب هذا توكيد وأي توكيد اكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود من قال غير هذا فهو كافر.
والإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. ولا يجوز القول إلا بالعمل ولا يجوز القول والعمل إلا بالنية ولا يجوز القول والعمل والنية إلا بموافقة السنة.
قال شعيب:
فقلت له يا أبا عبد الله وما موافقة السنة؟
قال: تقدمة الشيخين: أبي بكر وعمر ﵄.
_________
١ أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري الفقيه سيد أهل زمانه علمًا وعملًا قال عنه أحمد بن حنبل: لا يتقدم على سفيان في قلبي أحد. وقال شعبة ويحيى بن معين وغيرها: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال يحيى القطان: ما رأيت أحفظ من الثوري، وأثنى عليه أئمة عصره بما يطول ذكره، مات ﵀ بالبصرة عام ١٦١هـ وله ست وستون سنة، شذرات الذهب ١/٢٥٠.
1 / 23
يا شعيب: لا ينفعك ما كتبت حتى تقدم عثمانًا وعليًا على من بعدهما.
يا شعيب بن حرب: لا ينفعك ما كتبت لك حتى لا تشهد لأحد بجنة ولا نار إلا للعشرة الذين شهد لهم رسول الله ﷺ وكلهم من قريش.
يا شعيب بن حرب: لا ينفعك ما كتبت لك حتى ترى المسح على الخفين دون خلعهما أعدل عندك من غسل قدميك.
يا شعيب بن حرب: ولا ينفعك ما كتبت حتى يكون إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أفضل عندك من أن تجهر بهما.
يا شعيب بن حرب: لا ينفعك الذي كتبت حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، وحلوه ومره كل من عند الله ﷿.
يا شعيب بن حرب: والله ما قالت القدرية ما قال الله ولا ما قالت الملائكة ولا ما قالت النبيون (ولا ما قال أهل الجنة) ولا ما قال أهل النار ولا ما قال أخوهم إبليس لعنه الله.
قال الله ﷿ ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: ٢٣] . وقال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: ٣٠] . وقال تعالى: ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: ٣٢] .
وقال نوح ﵇: ﴿وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [هود: ٣٤] .
وقال شعيب ﵇:
﴿وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ [الأعراف: ٨٩] .
1 / 24
وقال أهل الجنة:
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ [الأعراف: ٤٣] .
وقال أهل النار:
﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ﴾ [المؤمنون: ١٠٦] .
وقال أخوهم إبليس لعنه الله:
﴿رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ [الحجر: ٣٩] .
يا شعيب: لا ينفعك ما كتبت حتى ترى: الصلاة خلف كل بر وفاجر. والجهاد ماض إلى يوم القيامة، والصبر تحت لواء السلطان جار أم عدل.
قال شعيب: فقلت لسفيان يا أبا عبد الله: الصلاة كلها؟
قال: لا. ولكن صلاة الجمعة والعيدين صل خلف من أدركت وأما سائر ذلك فأنت مخير لا تصل إلا خلف من تثق به وتعلم أنه من أهل السنة والجماعة.
يا شعيب بن حرب: إذا وقفت بين يدي الله ﷿ فسألك عن هذا الحديث فقل: يا رب حدثني بهذا الحديث سفيان بن سعيد الثوري ثم خل بيني وبين ربي ﷿.
1 / 25
٤- اعتقاد الإمام مالك بن أنس (١٧٩) هـ
أ- قوله في التوحيد:
(١) أخرج الهروي عن الشافعي قال: سُئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال مالك: "محال أن يظن بالنبي ﷺ، أنه علَّم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي ﷺ: "أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" ١ فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد"٢.
(٢) وأخرج الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال: "سألت مالكًا والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا أمروها كما جاءت"٣.
(٣) وقال ابن عبد البر: "سُئل مالك أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم. يقول الله ﷿: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ ٤. وقال لقوم آخرين: ﴿كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ ٥.٦
وأورد القاضي عياض في ترتيب المدارك٧ عن ابن
_________
١ أخرجه البخاري كتاب الزكاة باب وجوب الزكاة (٣/ ٢٦٢) ح (١٣٩٩)، ومسلم كتاب الإيمان باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله (١/٥) ح (٣٢)، والنسائي كتاب الزكاة باب مانع الزكاة (٥/١٤) ح (٢٤٤٣)، جميعهم من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وأخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب على ما يقاتل المشركون (٣/١٠١) ح (٢٦٤٠) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة.
٢ ذم الكلام (ق- ٢١٠) .
٣ أخرج هذا الأثر الدارقطني في الصفات ص ٧٥، والآجري في الشريعة ص ٣١٤، والبيهقي في الاعتقاد ص ١١٨، وابن عبد البر في التمهيد (٧/١٤٩) .
٤ سورة القيامة، الآية ٢٢.
٥ سورة المطففين، الآية ١٥.
٦ الانتقاء ص ٣٦.
(٢/٤٢) .
1 / 26