93

The Correct Say in Responding to Those Who Deny the Division of Tawheed

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

Mai Buga Littafi

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

Inda aka buga

مصر

Nau'ikan

ثم قال ابن القيم "السابع: أن يقال: هب أنَّ القرآن دلَّ على إثبات جنب هو صفة ... " على وجه المجادلة للخصم والإلزام في مقام المناظرة. والكاتب اكتفى بنقل كلام ابن القيم هذا وترك ما قبله مما يوضح مراده ويبيّن مقصوده. قلت: فيالله ما أعظم تشابه قلوب القوم وتعانق أهوائهم فالدارمي ﵀ يقول للجهمي المعارض الذي ادعى على قوم أنَّهم يفسرون ﴿فِي جَنبِ اللهِ﴾ بالجنب الذي هو العضو، يقول له: ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك فإن كنت صادقًا في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم، وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك، ثم ينقل معنى الآية عند أهل العلم بأنَّ المراد: ما فرطوا في الإيمان والفضائل، ويقول: لايجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين فضلًا عن علمائهم، ثم يورد آثارًا عن السلف في التحذير من الكذب، وأنَّه مجانب للإيمان، وأنَّه صفة المنافقين، ولا يجوز منه جد ولا هزل، كل ذلك ذكره الدارمي ونقله ابن القيم بتمامه معتقدًا له مستشهدًا به وهو في نفس الصحيفة التي نقل منها الكاتب، فيتعامى عن ذلك كله، ويدعي أن ابن القيم يثبت الجنب صفة لله ويرجع بالأمة إلى الوثنية الأولى. فنقول له مثل ما قاله الإمام الدارمي لسلفه: ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك فإنَّ معنى قوله: ﴿فِي جَنبِ اللهِ﴾، أي: في دين الله أو في حق الله، وهذا معنى لا يجهله كثير من عوام المسلمين فضلًا عن الإمام العلامة المحقق ابن القيم رحمه الله تعالى. ونقول للكاتب: ألم يردعك عن الكذب ما قرأته في الصحيفة نفسها: من قول أبي بكر ﵁: "الكذب مجانب للإيمان"، وقول ابن مسعود ﵁: "لا يجوز من الكذب جدٌّ ولا هزلٌ"، وقول الشعبي: "من كان كذَّابًا فهو منافق"، ألم يردعك ذلك كله عن الكذب فإنَّ فيه أعظم رادع، أم أنَّ الطبع غالب.

1 / 98