الفصل والوصل في القرآن الكريم
الفصل والوصل في القرآن الكريم
Mai Buga Littafi
منشأة المعارف بالإسكندرية
Lambar Fassara
الثانية
Nau'ikan
- ﴿قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ﴾ .
- ﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ﴾ .
- ﴿قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ .
- ﴿فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾ .
- ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾ ١.
يقول الجرجاني: جاء على ما يقع في أنفس المخلوقين من السؤال.
فلما كان في العرف والعادة فيما بين المخلوقين، إذا قيل لهم: "دخل قوم على فلان، فقالوا كذا" أن يقولوا: "فما قال هو؟ " ويقول المجيب "قال كذا ... " أخرج الكلام ذلك المخرج. لأن الناس خوطبوا بما يتعارفونه، وسلك باللفظ معهم المسلك الذي يسلكونه، وكذلك في قوله: ﴿قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ وذلك أن قوله: ﴿فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ﴾ يقتضي أن يتبع هذا الفعل بقول: فكأنه قيل والله أعلم: "فما قال حين وضع الطعام بين أيديهم؟ " فأتى قوله: ﴿قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ جوابا عن ذلك. وكذا: ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ﴾ لأن قوله: ﴿فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾ يقتضي أن يكون من الملائكة كلام في تأنيسه وتسكينه مما خامره، فكأنه قيل: "فما قالوا حين رأوه، وقد تغير ودخلته الخيفة؟ " فقيل: ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ﴾ وذلك -والله أعلم- المعنى جميع ما يجيء منه على كثرته، كالذي يجيء في قصة فرعون عليه اللعنة، في رد موسى عليه السلام٢، ومما هو في غاية الوضوح في سورة الحجر٣، وفي سورة
_________
١ الذاريات: ٢٤-٢٨.
٢ قال تعالى:
﴿قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ .
﴿قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ .
﴿قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾ .
﴿قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ .
﴿قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ...﴾ إلخ، [الشعراء: من ٢٣-٣١] .
٣ قال تعالى:
﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ .
﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ﴾ [الحجر: ٥٧ و٥٨] .
1 / 82