The Comprehensive Encyclopaedia of Imam Ahmad - Introductions
الجامع لعلوم الإمام أحمد - المقدمات
Mai Buga Littafi
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Inda aka buga
الفيوم - جمهورية مصر العربية
Nau'ikan
المقدمة
إِنَّ الحَمْدَ للَّه نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ باللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا فَمَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادَيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران: ١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١].
وبعد
فقد كانَ أئمة هذا الدين قوَّامين عليه حِفْظًا وبلاغًا وإرشادًا، وكانُوا خيرَ قدوةٍ للنَّاسِ، ومَثَلًا عَليًّا في إصابةِ الحقّ وتأييدِهِ، وكَشفِ الباطِلِ وإزهاقِهِ، التفَّ حولَهُم الناسُ وقصدوهم ليُظْهِرُوا لهم الدينَ الخالِصَ بما ورِثوه عَنْ نبيّهم ﷺ، فيجدونَ عندَهُم ما يَرْوِي غلَّتَهُم ويزيلُ شبهتَهُم ويزيدُ يقينَهم باللَّه ﷿ وشريعتِهِ، وانتشرَ كلامُهم في الآفاقِ، وأضحى مَنْهلًا عَذْبًا لكلِّ طالبِ حقٍّ ومريدِ صِدْقٍ.
1 / 9
وإنَّ المَذهب الحنْبلي واحدٌ من المَذاهب الأربعة التي كَتَبَ اللَّه لها القبولَ في الأرضِ، وقد كانَ على رأسِ هذا المذهب إمام جليل، جاهَد في اللَّه حقَّ جهاده، فهو جبلٌ راسخ لم تزعزعه الأهواء، عن الدنيا ما كان أَصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان أَبصره، أتت له الدنيا فأَباها، والبدَعُ فنفاها، واخْتَصَّهُ اللَّهُ سبحانه بنصرةِ دينه، والقيام بحفظِ سُنته، ورضيه لإقامة حجته ونصرة كلامه حين عجز عنه الناس.
وكانَ شديدَ الحياءِ، كريمَ الأخلاقِ، يُعجبُهُ السخاءُ.
وفيه قالَ الإمامُ الشافعيُّ: أحمدُ إمام في ثمانِ خصال: إمامٌ في الحديث، إمامٌ في الفِقهِ، إمامٌ في اللغةِ، إمامٌ في القُرآنِ، إمامٌ في الفَقْرِ، إمامٌ في الزُّهدِ، إمامٌ في الوَرَعِ، إمامٌ في السُّنَّة.
لقد اسْتَحق هذا الإمام أنْ تُولى علومُه بالعنايةِ والاهتمامِ، ونشرِها بين الأنامِ، وقد قامَ بذلكَ العديدُ مِنْ أَهْلِ العلْمِ وأصحابِ المُصنفاتِ، قديمًا وحديثًا، وقد أردْنا أنْ نَلْحَقَ بهؤلاء، لعلَّ اللَّه يجعلُ لنا هذا مِنَ العلمِ الذي يُنتَفعُ به، فيكتب لنا أجرَهُ إلى يومِ نلقاه، نسأله ذلك وهو القادرُ عليه.
وقد عزمنا في ذلك أنْ نقومَ بخدمةِ المذاهبِ الأربعةِ والفقهِ الإسلامي بأعمالٍ مميزةٍ وخدماتٍ جليلة، مراعين في ذلك حاجَةَ طالبِ العلمِ والباحثين والعلماء، وهو مقصد تَفْنى فيه الأعْمار، ويُضحَّى فيه بالغالى والنفيس، وتُجاهد فيه الأنفس؛ طلبًا لحُسن المقصد.
وهذا الكتابُ هو أول السِّلسلة التي وَسَمْناها بـ "مدونة الحنابلة"، وسيليه بعونِ اللَّه مجموعةٌ مِنَ الأعمالِ التي تخدم المذهب الحنبلي، مما سيقر أَعْين أهلِ العِلْمِ وطُلَّاب الحق.
1 / 10
وإني أُقدِّمَ هذا الكتابَ لبنةً في صَرْحِ المَوْسُوعات العِلْمية بجهودِ الباحِثِيْن بدارِ الفَلَاح، سائلين المولى ﷿ أَنْ يجعله في مَوَازين حسناتنا، وأن يرزقنا الإخلاص فيه لوجهه الكريم، وأَنْ ينفعَ به جموع المسلمين، وطلبة العلم منهم خاصة، وأن يكتب لهذا العمل القبول، وأن يجزي خيرًا كلَّ مَنْ ساهَمَ في هذا العملِ وبخاصةٍ إخوتي في الدار، الذين صَبروا معي عليّ مشقة هذا العمل، وعلى ما أصابهم مِنْ أذًى في أعمالٍ سابقةٍ مِنْ تطاول السفهاءِ وأذى الجاهلين، وليس هذا مقام لذكرِ هذا الأمر؛ وإنما أشرتُ إلى ذلك ليُعلَمَ أننا لم نُصنف هذا الكتابَ في رفاهيةٍ، ولم تكن الأمورُ معنا طواعيةً، فقد سَطَرْناه بعرقٍ وجهدٍ، وصبرٍ عليّ البلاءِ وقلةِ ذاتِ اليد، مع أخطارٍ تهددنا ومصائبٍ تطُّل علينا برأسِها، والحمد للَّه أولًا وآخرًا، والشكوى إليه عاجِلًا وآجلًا، واللَّه المَوعدُ، وإليهِ المَقصدُ.
هذا وإن كنا لازلنا نُعاني مِنْ بعضِ ذلك وآثاره فإنَّما هي مرحلة وستنتهي بخيرٍ إنْ شاء اللَّه، وستستعصي شجرةُ الفلاحِ على الحاقدينَ والحاسدينَ رغم مَكْرهم بالليل والنهار، وبعونِ اللَّه وتوفيقِهِ ستظل تجود بِما أَنعمَ اللهُ عليها مِنْ عطاءٍ، وما ذلكَ عَلَى اللَّه بعزيز.
نسأل اللَّه العلي القدير أن يوفق كلَّ مريدٍ للخير إلى ما يريد، وأنْ يعيذنا مِنْ شياطينِ الإنسِ والجن، وأن يُلهمنا رُشدنا، ويَسلل سخيمةَ قلوبنا، إنه هو الرَّحيمُ الغَفُور.
قال الإمام أحمد: إذا عَرَفَ الرَّجلُ نفسَهُ فما يَنْفَعُه كلامُ النَّاس.
ونَقَلَ عن إبراهيم بن أدهم قال: "ما صدَقَ اللَّهَ عبد أحبَّ الشهرة"، فنسأل المولى ﷿ الإخلاص في القولِ والعملِ.
1 / 11
وروى الإمام الذهبي قول الإمام أحمد بعد أنْ حدَّث بحديث معاوية ﵁ عن النَّبي ﷺ: "إنَّه لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنيا إلا بلاءٌ وفِتْنةٌ" فأَعِدُّوا للبلاءِ صَبْرًا، فجعل يقول: اللهمَّ رضِّنا اللهمَّ رَضّنا.
وصلى اللَّه على المبعوثِ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
1 / 12
تمهيد:
التعريف بالجامع لعلوم الإمام أحمد ومدى الحاجة إليه والمصادر التي اعتمدنا عليها
الحمد للَّه الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على البشير النذير الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه
أما بعد، فإن شجرة الإسلام أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَما كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وإنَّ الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشتهرة ممن يصدق فيهم قول النبي ﷺ " العلماءُ وَرَثةُ الأنبياءِ " وقد ملئوا الدنيا علما، وبلغت أقوالهم واستنباطاتهم الآفاق، فصاروا أعلام الأمة في علوم الدين، وبخاصة الفقه؛ لذا فقد اعتُني بنقل أقوالهم وجمعها وترتيبها، ونذكر من ذلك على وجه الاختصار:
أما الإمام أبو حنيفة: فقد ترك من بعده أثرًا فقهيًا كبيرًا حتى قال الإمام الشافعي: إن الناس كلهم عيال عليه في الفقه، ويعتبر الإمام هو أول من اشتغل بالفقه التقديري، وفرض المسائل التي لم تقع بعد، وبين أحكامها؛ فزاد علم الفقه اتساعًا ومجاله انبساطًا، وقد اعتنى بنقل أقواله وتقعيد أصول مذهبه رجلان هما القاضي أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني، وكان أبو يوسف أول من وضع الكتب على مذهب أبي حنيفة وأملى المسائل ونشرها، ومن كتبه: "الآثار"، "الخراج"، و"اختلاف أبي حنيفة وابن ابي ليلى"، وإن كان أبو يوسف أول من دون في المذهب
1 / 13
فتأتي كتب محمد بن الحسن لتكون المراجع الأصلية لمذهب الإمام، وقد اهتم بها الفقهاء فيما بعد شرحًا وتعليقًا، ومن أهم كتبه: "المبسوط" أو "الأصل" "السير الكبير"، و"السير الصغير"، "الجامع الكبير"، و"الجامع الصغير" "الزيادات" وغيرها. وظهرت بعد ذلك الكثير من المصنفات التي تُعنى بجمع أقوال أصحاب المذهب الثلاثة: الإمام أبي حنيفة وأبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن، مثل: "المبسوط" للسرخسي، و"المحيط البرهاني" لبرهان الدين بن صدر الشريعة.
وأما الإمام مالك: فقد كان أول من عرف بالتدوين والتأليف في الإسلام، ويعد كتابه "الموطأ" أقدم مؤلف معروف له، وإن كان ينسب إليه غيره، قال القاضي عياض: وله تأليف غير الموطأ مرويه عنه، أكثرها بأسانيد صحيحة في غير فن من العلم، ولكن لم يشتهر غير الموطأ، وهو أول تدوين مأثور في الحديث والفقه -وإن كانت فكرة التدوين قد وجدت من قبل- وقد كان منهجه في تدوينه أن يذكر الأحاديث في الموضوع الفقهي الذي اجتهد فيه، ثم يذكر عمل أهل المدينة المجمع عليه، ثم يذكر رأي من التقى بهم من التابعين وأهل الفقه، ثم يذكر الرأي المشهور بالمدينة، فإن لم يكن شيء من ذلك بين يديه في المسألة؛ اجتهد.
وأول من كتب مسائل الإمام مالك التي سئل عنها، تلميذه أسد بن الفرات قاضي القيروان، وسميت "الأسدية"، وكتبها عنه سحنون، ثم جاء بها إلى ابن القاسم -صاحب الإمام مالك- سنة ١٨٨ هـ فعرضها عليه، وأصلح ما فيها من مسائل ورتبها وأضاف عليها من موطأ ابن وهب وغيره في كتابه المشهور "المدونة".
وأما الإمام الشافعي: فمن أهم كتبه التي صنفها أو أملاها كتاب "الأم" وهو مرتب حسب أبواب الفقه، رواه عنه تلميذه الربيع بن سليمان المرادي،
1 / 14
وقد ألحق به كثير من الكتب الأخرى التي كتبها الإمام نفسه مثل: "جماع العلم"، "إبطال الاستحسان"، "اختلاف مالك والشافعي"، "الرد على أهل المدينة "، "اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى"، و"سير الأوزاعي" وغيرها. ويعتبر الإمام الشافعي ﵀ أول من أرسى قواعد علم أصول الفقه في كتابه "الرسالة" وهو الكتاب الثاني له الذي يتضمن قواعد مذهبه.
وقد انتشر المذهب على أيدي تلاميذ الإمام في العراق وبلاد ما وراء النهر وفارس والشام، ولكن انتشاره كان أقوى بمصر.
وأما الإمام أحمد بن حنبل: فقد صنَّفَ "المسند" في الحديث و"فضائل الصحابة" و"الرد على الزنادقة" وغير ذلك، أما أقواله في الفقه فقد نقلها من أصحابه أكثر من خمسمائة نفس بحسب إحصائنا؛ منهم من له رواية واحدة عن الإمام، وقد عدّهم المرداوي (١٣١) نفسًا، والمكثرون منهم (٣٣) واعتنوا بتدوينها في حياته وبعد مماته، وقد اطلع الإمام أحمد على بعضها كما نُقل عنه في مسائل الكوسج، وأملى الكثير من المسائل وناقش أقوال الفقهاء كالحسن والأوزاعي والثوري كما هو ثابت في المسائل التي وصلت إلينا، وهذِه المسائل تفوق كثير مما روي عن غيره من الأئمة في دقة النقل؛ فهي أولا منقولة بالنص عنه، مع مراجعته لبعضٍ منها، فضلا عن تعدد النقل عنه في المسألة الواحدة، ولا أبالغ إذا قلتُ إن المسائل المنقولة عن الإمام أحمد قد تكون أكثر وأشمل مما نُقل عن غيره من الأئمة، أو على الأقل تماثلها، فنحن نرى أن النقل عن الإمام مباشر أو بإسناد متصل إليه، بلفظ الإمام كما خرج من فِيه في جل مسائله، وهذا تأثر من تلاميذه بطريقة أهل الحديث في نقل السنة، وعلى هذا فإنه من الغريب والعجيب أن يُقال بعد ذلك: إن الإمام أحمد رجل حديث لا رجل فقه!
1 / 15
ولما كتب عنه الميموني مسائل، قال له الإمام أحمد: لولا الحياء منك ما تركتك تكتبها، وإنه عليَّ لشديد، والحديثُ أحبُّ إليَّ منها، قلتُ: إنما تطيب نفسي في الحمل عنك، إنك تعلم أنه منذ مضى رسول اللَّه ﷺ قد لزم أصحابه قوم، ثم لم يزل يكون للرجل أصحاب يلزمونه، ويكتبون، قال: مَنْ كتب؟ قلتُ: أبو هريرة، قال: وكان عبد اللَّه بن عمرو يكتب، ولم أكتب، فحفظ وضيعت. فقال لي: فهذا الحديث، فقلتُ له: فما المسائل إلا الحديث، ومن الحديث تُشْتق.
غير أن هذا لم يكن موقف الإمام أحمد الذي استمر عليه فَقد روى الخطيبُ البغدادي أنَّ إسحاقَ بن مَنصور بَلغه أن أحمدَ بن حنبلٍ رَجع عن بعضِ تلك المسائلِ التي علقها عنه، قال: فجمعَ إسحاقُ بن منصور تلكَ المسائلَ في جرابٍ وحَملها على ظهره وخرج راجلًا إلى بغداد، وهي على ظَهره، وعرضَ خطوطَ أحمدَ عليه في كل مسألةٍ استفتاهُ فيها فأقرَّ له بها ثانيًا، وأُعجب بذلك أحمدُ من شأنه.
الحاجة لهذه الموسوعة:
نستطيع القول أنَّ مَذهبَ الإمام أحمد مُودعٌ في مروياته في الحديث والفَتَاوى والأَجْوبة، ومِنْ هنا تأتي أهميةُ كُتُبِ المسائل بالنِّسبة لمذهب الإمام أحمد، فهي التي اعتمد عليها أصحابُ التصانيف في فِقْهِ الإمام.
وكما الحال في مذاهب الأئمة فقد جاء من أتباع مذهب الإمام أحمد من يعتني بجمع مسائل وأقوال الإمام، وأبرز هؤلاء أحمد بن محمد بن هارون، أبو بكر الشهير بالخلال (٢٣٤ - ٣١١)، الذي رحل إلى فارس والشام والجزيرة يطلب فقه الإمام أحمد وفتاويه وأجوبته، ولم يقتصر على الرواة الكبار للمسائل، بل تتبع الرواة على اختلافهم في الكثرة والقلة،
1 / 16
والمباشرين له والذين رووا عنه بواسطة، فنال من ذلك قدرًا عظيمًا لم يسبقه إليه سابق، ولم يلحقه بعده لاحِق، وأطلق على هذا الديوان "الجامع لعلوم أحمد" تارة، و"جامع الرواية عن أحمد" تارة، و"الجامع في الفقه من كلام الإمام أحمد" تارة.
وقد رتبه على الكتب والأبواب والمسائل بأسلوب فذ دقيق كما يتضح لنا من الموجود منه، ولم يظهر من هذا الجامع إلا أجزاء وهي: "الوقوف"، و"الترجل"، وكتاب "أحكام أهل الملل"، و"أحكام النساء"، وبعض الأبواب الصغيرة كـ "الحث على التجارة" و"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". إضافة إلى ما في كتاب "السنة" له -وهو في العقيدة- أما الباقي فهو في عداد المفقود.
وقد تناقل كثيرٌ من علماءِ المذهب الروايات عن الإمام أحمد في كتبهم إما من طريق الخلال أو من طريق أصحاب أحمد، غير أن الكثير منهم لم يدقق في ذكر راوي المسألة، أو لم يتقيد باللفظ الوارد عن الإمام، بل يذكر المسألة حسب السياق الذي يتكلم فيه، والطريقة التي يصنف بها.
والباحثون في المذهب في هذا العصر بحاجة للرجوع للمصدر الأصلي لأقوال الإمام أحمد بطريقة سهلة ميسورة موثقة؛ ولهذه الأسباب فإن الحاجة كانت ماسة لإعادة بناء جامع الخلال: ولا ندعي أننا قد حققنا الغاية كاملة؛ لأن هناك بعض ما لم نقف عليه برواية صريحة، لكننا نستطيع القول أننا أعدنا بناء قدرًا كبيرًا من كتاب الخلال ولكن بالطبع بطريقة مختلفة؛ بل زدنا عليه في مواضع؛ فقد وجدنا القليل من المسائل ليست لدى الخلال في الأبواب التي وصلت إلينا من جامعه، مما يدل على عدم استيعابه لكل المرويات، وقد يكون وضعها في غير هذِه الأبواب مما لم يصلنا.
1 / 17
ولم يقتصر عملنا على جمع أقوال الإمام أحمد في الفقه، بل زدنا على ذلك أقواله في العقيدة والتفسير والحديث والرجال، وقدمنا ذلك بجمع ترجمة الإمام أحمد من خلال المرويات عنه، مع مدخل للتعريف بالمذهب.
أقسام الموسوعة:
ينقسم هذا الجامع الجليل إلى سبعة أقسام إضافة للملاحق وللفهارس:
١ - المقدمات (المجلد الأول)
- التعريف بالجامع لعلوم الإمام أحمد ومدى الحاجة إليه.
- مصادر الجامع لعلوم الإمام أحمد.
- منهج العمل.
- التعريف بمذهب الإمام أحمد وتاريخ نشأته وأبرز علماء وأعلام المذهب ومؤلفاتهم وأصول ومصلحات المذهب، إلى آخره ..، كل هذا بصورة أقرب إلى الاختصار.
٢ - الترجمة (المجلد الثاني):
- مراحل حياة الإمام أحمد باختصار، مع تفصيل لتلاميذه والرواة عنه، وهو مبحث متمم للمجلد الأول.
- ذكر أهم الكتب التي ترجمت للإمام أحمد.
- ترجمة للإمام أحمد من خلال المرويات عنه.
٣ - العقيدة (المجلد الثالث والرابع)
ذكر ما روي عن الإمام في مسائل العقيدة مرتبة على الأبواب.
٤ - الفقه (٩ مجلدات، من ٥ - ١٣)
وهو المقصود الأهم من العمل، فقد تم جمع مسائل الإمام أحمد المطبوعة ورُتبت على الأبواب الفقهية بحيث تجتمع كل مسألة مع
1 / 18
نظيرتها، مع العزو للرقم الأصلي للمسألة كما وردت بمصدرها، أو رقم الصفحة في المسائل غير المرقمة كمسائل حرب.
ثم أضفنا إليها ما تم العثور عليه من المسائل في الكتب التي نقلت مسائل عن الإمام أحمد مثل سنن الترمذي، ومؤلفات ابن عبد البر وابن رجب وابن تيمية وابن القيم، وغيرهم، فضلا عن الخلال والقاضي أبي يعلى، والتزمنا في اختيار المسألة أن يُذكر فيها الراوي عن الإمام، لا مجرد الإشارة إلى أنها رواية عن أحمد. وتم ترتيب هذِه الروايات في المسألة حسب تاريخ وفاة مصنف المسائل أو الكتاب.
٥ - الحديث (١٤ - ١٥)
تم جمع أحكام الإمام أحمد على الأحاديث ورُتبت على الأبواب وذكرنا في الهامش ما يُحتاج إليه من ذكر لفظ الحديث أو إسناده أو راويه.
٦ - الرجال (٤ مجلدات من ١٦ - ١٩)
ذكرنا فيه الرواة الذين تكلم فيهم الإمام أحمد، ورتبناها على حروف المعجم مع ذكر المصدر والحكم بالنص الأصلي.
٧ - الأدب والزهد (المجلد العشرون)
٨ - الملاحق والاستدراكات والفهارس (المجلد الحادي والعشرون والثاني والعشرون).
وفيها إضافات هامة من "مسائل حرب" مع بعض الاستدراكات على الكتاب، (أهمها: استدراك ترحيل حواشي في المجلد ١٥/ ص ٣٣ - ٥٩).
1 / 19
فريق العمل في الجامع لعلوم الإمام أحمد
الجمع والإعداد والتصنيف
خالد الرباط
سيد عزت عيد. . . وائل إمام عبد الفتاح
محمد أحمد عبد التواب. . . محمد عبد الفتاح علي
أحمد محمد عبد المجيد. . . إبراهيم النحاس
خرج أحاديثه
هاني رمضان هاشم. . . أحمد فوزي إبراهيم. . . أحمد روبي عبد العظيم
أحمد عويس جنيدي. . . ربيع محمد عوض اللَّه. . . شعبان محمد جنيدي
شارك في المقابلات
خلد مصطفى توفيق - عصام حمدي - رجب شعبان محمد
شارك في جمع المادة العلمية والأعمال المساندة
سامح محمد عيد. . . شريف محمد عبد اللطيف. . . خالد حشيش. . . أحمد يحيى ساعدي
علي يوسف محمد. . . عادل حمدي إبراهيم. . . مصطفى ربيع عبد الفتاح. . . على صبحي عويس
محمد سعد هيبة. . . حسام عبد التواب حمزة. . . أحمد محمد مصطفى. . . محمد زكريا يوسف
عادل غرياني. . . ياسر عبد التواب عويس. . . أحمد رمضان. . . يحيى حسن بكر
سيد قطب محمود. . . حسام كمال توفيق. . . عبد اللَّه فؤاد الحمراني. . . مصطفى عبد الحميد
عادل أحمد التلاوي. . . ماجد عويس القرني. . . محمود محمد حمزة. . . أحمد محمد منير
محمود محمد بيومي. . . محمود محمد عوض اللَّه. . . مصطفى محمد جمعه. . . محمد علي عبد الحافظ
شارك في الإشراف الإداري
د/ جمعة فتحي عبد الحليم - أحمد عبد اللَّه محمد علي
وئام محمد عبد العزيز الحوشي
1 / 20
فريق العمل
لزم هذا العمل مراجعة مئات المجلدات، فاحتاج في بداية جمعه إلى كل الباحثين بالدار تقريبا، وقد وضعت قائمة بأسمائهم (١)، وكان بدء ذلك في مطلع سنة ١٤٢٥ هـ، وتم الجمع والترتيب في نحو ثلاث سنوات، ثم جرى ترتيبه ومراجعته مرة أخرى في نحو سنة، وكنتُ المتابع لمعظم خطوات العمل مع القيام بالترتيب والمراجعة، ثم انشغلتُ نحو سنة في الإخراج النهائي لكتاب "التوضيح لشرح الجامع الصحيح"، ورأينا وقتها الحاجة لإضافة مزيد من المراجع وإعادة ترتيب الأبواب؛ لما تم إضافته من مسائل، فسلمتُ العمل بكامله لأخي سيد عزت، الذي تولى
_________
(١) إنَّ مُعظم الذين شاركوا بهذه الموسوعة مِنْ فريقِ تحقيقِ كتاب "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" الذين افْتُرِيَ عليهم، ونالوا مِنْ الأذى ما اللَّه به عليم.
وقد كُنا قد انْتهينا من هذا الكتاب منذ سنوات ثم بدا لنا أن نضيف عليه ونُحَسن ترتيبه، وقدرنا لذلك أقل من سنة؛ لكن محنة كتاب " التوضيح لابن الملقن " ألقت بظلالها على كل أعمالنا، ولعمري إنها لمحنة عظيمة تسبب فيها مَنْ لا خَلَاق له ولا أخلاق؛ بالقضايا والتشنيع والدعاية الباطلة، ووافقه في ذلك أصحاب نفوسٍ مريضة ممَّنْ حتى لا يعرفونه، ولكن لداءٍ في أنفسهم، سواء حقد أو حسد أو عصبية، يتطاولون علينا ويستخْفُون من النَّاس بأسماء مستعارة، ولا يستخفون مِنَ اللَّه وهو معهم، "والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" ولا أجد ما أقول لكل من قصد ذلك وساهم فيه إلا: ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ﴾، ولم يكن الضرر على شخصي فقط، بل طال عشرات الباحثين، ونال أهلي وأولادي من حيث لا يشعرون، ولقد ضاقت بنا الأمور لأشهر وسنوات، ولكن هذِه سنة اللَّه في خلقه ﴿لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾، والحمد للَّه على ما قدَّر، ونسأله أن يجعل ذلك كفارة عن ذنوبنا وتقصيرنا.
1 / 21
الكتاب لأكثر من سنة أخرى حتى أوشك على الانتهاء، ورغم انتهاء كتاب " التوضيح لابن الملقن "، إلا أنني لم أتمكن من المشاركة في هذِه المرحلة إلا بقدر يسير، بسبب ما ألَّم بنا من المحنة والأذى، ولم يمنعنا هذا من استمرار الدار في عدد من الأعمال ولكن بوتيرة أبطأ وصعوبة بالغة، فاستمر على العمل الأخ أبو كريم سيد عزت، وكان في ذلك نعم الأمين والحريص على الإنجاز والإتقان في فترة شديدة الاضطراب، إلى أن سافر للخارج لنحو سنة ونصف، فاستلمت العمل منه وبدأنا إخراجه بالشكل النهائي، وأكثر من عاونني في هذِه الفترة الأخ وائل إمام، وكنا نضيف كل ما يمكن أن يستجد من كتب خلال هذِه الفترة، وقد عاد الأخ سيد من سفره أثناء طباعة الكتب، فتابع إخراج المجلد الأول وأعاد كتابة معظمه من جديد، وراجع المجلد الثاني، وتابع إخراج الفهارس.
كما لا يفوتني الإشارة إلى جهود الأخ وئام محمد عبد العزيز الحوشي، الذي أدار المكتب في فترة الإخراج النهائي للكتاب، وكان له دور في المتابعات والمراجعات، وكذلك ما قام به الأخ إبراهيم النحاس مما ذكرتُ في مقدمة قسم الحديث.
وها هو العمل بين أيديكم، فإن كان من توفيق وسداد، فمن فضل اللَّه وتوفيقه، وإن كان من تقصير وخطأ فمن أنفسنا ومن الشيطان.
ولا أنسى كلمة الإمام أحمد "ومن يسلم من التصحيف".
وقد وفقنا اللَّه بمنه وفضله في هذه السنوات مع هذا الفريق المبارك، وبالتعاون مع آخرين في إنجاز العديد من الأعمال، منها:
- التنسيق والمراجعة للرسائل الجامعية لكتاب "البسيط" للواحدي،
1 / 22
والذي نشرته جامعة الإمام محمد بن سعود في خمسٍ وعشرين مجلدًا، وقد أخذ منا جهدًا مضنيًا، نسأل اللَّه أن يكتب لنا أجره.
- إخراج كتاب "الأوسط" لابن المنذر والذي قام على تحقيقه الإخوة بدار الكوثر بإشراف الشيخ أحمد سليمان، وياسر كمال.
- تحقيق وإخراج كتاب "مطالع الأنوار على صحاح الآثار" لابن قرقول.
- تحقيق وإخراج كتاب "المستخرج من كتب الناس" لابن منده.
- تحقيق وإخراج كتاب "الإشارات لما في المنهاج من الأسماء والأماكن واللغات" لابن الملقن.
- إخراج كتاب "جامع الآثار في السير ومولد المختار" لابن ناصر الدين الدمشقي بتحقيق أخي نشأت كمال.
- إخراج كتاب "مسند الفاروق" لابن كثير بتحقيق متميز لأخي الشيخ إمام علي.
- مراجعة وإخراج كتاب "جامع علوم الحديث عند الحافظ ابن رجب" من جمع الأخ جهاد المرشدي.
- إخراج كتاب "تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة" من تحقيق أخي نشأت كمال.
- تحقيق كتاب "حدائق الأولياء" لابن الملقن.
- إنجاز قسم كبير من كتاب "عمدة المحتاج" لابن الملقن.
- إخراج كتاب "خلاصة الإبريز للنبيه حافظ أدلة التنبيه" لابن الملقن، من تحقيق أخي الشيخ حسين عكاشة.
- إنجاز قسم كبير من تحقيق "شرح ابن رسلان على سنن أبي داود"
1 / 23
بالتعاون مع مكتب الكوثر.
هذا مع الشروع في الأقسام التالية من "مدونة الحنابلة"، وإخراج ونشر عدد من مؤلفات الأستاذ مصطفى أبو الغيط؛ مثل: "شبهات حول المرأة"، و"الموازنة بين علاقة المرأة بالرجل الأجنبي في شريعة الإسلام وحضارة الغرب"، ومن تأليف الشيخ أحمد سليمان كتاب "حكم الإسلام في المظاهرات" ومن تأليف الشيخ عادل شعبان "الضرورة وأثرها في العمليات الجراحية"، ولأخي الدكتور مصطفئ عبد المولى كتاب "ديوان الخالدين"، وكتاب "فن تحرير المعجمات"، وغير ذلك.
كما أوشكنا أن ننتهي من مراجعة كتاب "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لإخراج الطبعة الثانية، بعد جلب بعض المجلدات الخطية التي لم نقف عليها من قبل.
كما شرعنا بفضل اللَّه في التحضير لتحقيق بعض شروح البخاري.
نسأل اللَّه أنْ يذلل لنا الصعاب، وأنْ ييسر لنا إخراجَ هذا العلم في عافية، ونسأله أن يجعل هذه الأعمال عونًا للباحثين والفقهاء، وأن يكتب لها القبول والانتشار، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.
والحمد للَّه رب العالمين.
واللَّه الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
المشرف العام/ خالد الرباط
1 / 24
منهج العمل
كان منهج العمل على كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد -المطبوع منها حتى الآن- والمصنفات التي وردت بها روايات عن الإمام، ولو رواية واحدة. وقد ذكرنا تفصيلًا في بداية كل قسم من الموسوعة طريقة عملنا فيه، وذكرناه هاهنا بإيجاز؛ ليعلم القارئ المنهج العام الذي سرنا عليه في بداية تصفحه لهذِه الموسوعة المباركة.
١ - استبعدنا "مسند الإمام أحمد" من ضمن المصنفات المدرجة رواياتها في "الجامع" إلا ما كان حُكمًا على رجل أو إسناد أو قول، أما كتب الإمام أحمد الأخرى المسندة فحذفنا ما كان موجودًا بنصه في "المسند"، مثل بعض الروايات في "فضائل الصحابة".
٢ - التزمنا في اختيار الرواية أو المسألة عن الإمام أن يُذْكر فيها الراوي عن الإمام أحمد، لا مجرد الإشارة إلى أنها رواية عن أحمد أو أنها مذهبه أو أنها ما أخذ به الإمام وغير ذلك مما ينسب للإمام أحمد، وقد قمنا باختبار الروايات المذكورة في "المغني" في كتاب الطهارة، بعد جمع وترتيب كتاب الطهارة من "الجامع لعلوم الإمام"، ووجدنا الروايات المذكورة بدون سند أو راوي عن الإمام أحمد ولم تكن موجودة عندنا، لا تتعدى صفحتين تقريبًا، ولبعضها أصل فيما جمعناه، وقد ذكرناهم في آخر كتاب الطهارة، فآثرنا الاكتفاء بما التزمنا به من شرط ذكر الراوي في الرواية عن الإمام أحمد.
وسيجد القارئ الكريم التزامنا بهذا الشرط في الموسوعة كلها، بعون اللَّه، باستثناء قسم الحديث الذي صنفه الشيخ إبراهيم النحاس، فهو لم يلتزم بذكر الراوي عن الإمام أحمد -وقد عالجنا هذا في بعض المواضع، كما أن الأمر واضح في بعض المواضع من ذكر المصدر، لكن هناك
1 / 25
مواضع أخرى سيلزم الباحث الرجوع إلى المصدر الأصلي إذا كان في حاجة لاسم الراوي- كما أنه لم يلتزم وجود الراوي في المصدر الذي نقل منه، وقد تكررت بعض المسائل من هذا القسم في مواضعها في الأقسام الأخرى.
٣ - نظرًا لاهتمام بعض الرواة عن الإمام أحمد بالجمع بين فقهه وفقه الإمام إسحاق بن راهويه مثل الكوسج وحرب الكرماني، فقد جمعنا ما وقعت عليه أعيينا في المصنفات التي استقرأناها، ورتبت هذِه الروايات مع نظائرها من الروايات المروية عن الإمام أحمد، وأحيانًا قد ينفرد إسحاق بن راهويه بالقول في مسأله لم يرد للإمام أحمد فيها قول.
٤ - ذكرنا مصدر الرواية بعد ذكر الرواية مباشرة على أقصى اليسار، ويكون العزو لرقم الرواية في كتب المسائل -فغالبها مرقم روايتها باستثناء مسائل حرب- أما مسائل حرب فالعزو لرقم الصفحة، وكذلك بقية المصنفات التي استقرأناها.
٥ - عند ذكر الراوية في أكثر من مصدر نأخذ أتم لفظ للرواية وقد نكتفي ببعض المصادر في العزو، ونقدم أصحاب الكتب المتقدمة عن المتأخرين، ما لم تكن هناك حاجة لغير ذلك.
٦ - قد ترد روايات في المصنفات التي استقرأناها لأصحاب كتب المسائل المطبوعة -وبخاصة صالح وعبد اللَّه ابني الإمام أحمد- وغير موجودة بمصنفاتهم المطبوعة، فعزونا للمصدر المذكور به الرواية.
وقد يرد للرواية لفظ أتم لها من الموجود في كتب المسائل المطبوعة، فنأخذها ونشير إلى رقمها في مصدرها المطبوع.
٧ - تم ترتيب هذِه الروايات في المسألة حسب تاريخ وفاة مصنف المسائل أو الكتاب، وقد نخالف ذلك لعلة خاصة باللفظ أو سياق المسألة.
٨ - تم ترتيب الأبواب في كل قسم من أقسام الموسوعة كالآتي:
1 / 26
- العقيدة: ثم الترتيب حسب الترتيب المعروف في كتب العقيدة المسندة.
- الفقه: حاولنا فيه الالتزام بالترتيب الفقهي عند الحنابلة، إلا أننا قدمنا الترتيب الفقهي المنطقي العام بما يوافق تسلسل المسائل في الكتاب أو الباب الواحد ليسهل الوصول للمسألة -بصرف النظر عن مذهب الباحث- وراعينا قدر الإمكان الحفاظ على ألفاظ واصطلاحات المذهب عند تسمية الكتب والمسائل.
- الحديث: تم الترتيب على كتب وأبواب الصحيحين.
- الرجال: - ذكرنا أولا الصحابة، ثم تم ترتيب الرواة الذين تكلم فيهم الإمام أحمد، على حروف المعجم.
- الأدب والزهد: وترتيبهما جاء اجتهادًا من عندنا بعد مراجعة العديد من كتب الأدب -مثل "الآداب الشرعية" لابن مفلح- والزهد -وقد استفدنا كثيرًا في ترتيبه على ترتيب ابن القيم لكتابه "مدارج السالكين"، وراجعنا أيضًا كتب الزهد المسندة وترتيب الأبواب فيها، ومسمايتها.
٩ - وأخيرًا ننبه إلى أن هناك الكثير من الروايات تصلح أن تكون في أبواب متعددة وأقسام مختلفة؛ ومنعًا لتكرارها اكتفينا بذكرها في موضع واحد فقط، وقد يجد القارئ الكريم تكرار لبعض الروايات، ولكنه قليل جدًا، وتكرارها لسببين: الأول: أهميتها في الموضع الثاني لها، بل قد لا يوجد غيرها. الثاني: ضخامة العمل، وتكرارها كان رغمًا عنا.
كما ننبه إلى أننا قد نخالف هذا المنهج في حالات نادرة لحاجة أو لسهو، وهذِه طبيعة البشر.
واللَّه الموفق وعليه التكلان.
1 / 27
مصادر الجامع لعلوم الإمام أحمد
١ - " إبطال التأويلات لأخبار الصفات" لأبو يعلى الفراء ت ٤٥٨ هـ، (١ - ٢ جـ)، تحقيق: محمد بن حمد الحمود النجدي، نشر دار إيلاف الدولية - الكويت.
٢ - "إثبات صفة العلو" لموفق الدين ابن قدامة المقدسي ت ٦٢٠ هـ، تحقيق: بدر بن عبد اللَّه البدر، نشر الدار السلفية، الطبعة الأولى ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ هـ.
٣ - "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" لابن القيم ت ٧٥١ هـ، نشر مكتبة ابن تيمية، الطبعة الأولى ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م.
٤ - "أحكام النساء" للخلال ت ٣١١ هـ، تحقيق: عمرو عبد المنعم سليم، نشر مؤسسة الريان - بيروت، الطبعة الأولى ١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م.
٥ - "أحكام أهل الذمة" لابن القيم، (١ - ٣ هـ)، تحقيق: يوسف أحمد البكري، شاكر توفيق، نشر دار ابن حزم، ط ١/ ١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م.
٦ - "أحكام أهل الملل" للخلال ت ٣١١ هـ، (١ - ٢ جـ)، تحقيق: د/ إبراهيم بن حمد السلطان، نشر مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة الأولى ١٤١٦ هـ - ١٩٩٨ م.
٧ - "أحكام أهل الملل" للخلال ت ٣١١ هـ، تحقيق: سيد كروي حسن، نشر دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى ١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م.
٨ - "إحياء علوم الدين" لأبو حامد الغزالي ٥٠٥ هـ، (١ - ٥ هـ)، نشر م. الحلبي - القاهرة، ١٣٨٧ هـ - ١٩٦٧ م.
٩ - "أخبار الشيوخ وأخلاقهم" لأبو بكر المروذي ت ٢٧٥ هـ، تحقيق: د. عامر حسن صبري، نشر دار البشائر الإسلامية، ط ١/ ١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م.
1 / 28