50

The Commentary on the Perfect Rules

التعليق على القواعد المثلى

Mai Buga Littafi

دار التدمرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Nau'ikan

وجماع معنى الإلحاد في أسماء الله: الميل بها عن الحق الذي يجب اعتقاده. والإلحاد أنواع؛ وهذا التقسيم الذي ذكره الشيخ ﵀ موجود في كلام ابن القيم في البدائع (١) وغيرها. فالنوع الأول من أنواع الإلحاد في أسماء الله ﷾: جحدها وإنكارها؛ كإلحاد الجهمية، ثم إنه يتجزأ: ١ - فالجهمية: نفوا جميع أسماء الله - ولاسيما الغلاة -؛ فبلغوا الغاية في الإلحاد فجحدوا معانيها وجعلوها أسماء لبعض مخلوقاته، وقالوا: إن إطلاقها على الله مجاز وهي أسماء لبعض مخلوقاته. ٢ - وقد يقع هذا النوع من الإلحاد في بعضها؛ كما قال الله - تعالى - عن المشركين: " وهم يكفرون بالرحمن " [الرعد: ٣٠]. والنوع الثاني من أنواع الإلحاد: نفي معانيها؛ كإلحاد المعتزلة فهم يثبتون الأسماء أعلامًا دالةً على ذات الرب، لكنهم يجحدون معانيها فيجعلونها ألفاظًا مترادفة، فعندهم أن أسماء الله أعلام محضة مترادفة لا تدل على معانٍ. والنوع الثالث من أنواع الإلحاد: إلحادُ المُشَبِّهَةِ؛ حيث أثبتوا أسماء الله، وزعموا أنها تدل على صفاتٍ كصفات المخلوقين، وهذا باطل؛ فأسماء الله تدل على معان مختصة بالرب لا تماثل صفات المخلوقين. والنوع الرابع من أنواع الإلحاد - كما ذكر الشيخ -: تسميته تعالى بما لم يسمِّ به نفسه؛ ومن ذلك: تسمية النصارى له (أبًا) أبوة ولادة، فسموا المسيح (ابنًا) وسموا الرب - تعالى - (أبًا)، وجعلوا الكُلَّ آلهة (الأب) و(الابن) و(روح القدس).

(١) (١/ ٢٩٨).

1 / 55