163

The Commentary on the Perfect Rules

التعليق على القواعد المثلى

Mai Buga Littafi

دار التدمرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Nau'ikan

إلى ربه؛ كما قال سبحانه: " واسجد واقترب " [العلق: ٧]، " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " (١) والله يقرب من عباده كيف شاء، ولهذا التحقيق: أنَّ القرب من الله قربٌ خاص، يعني ليس هناك قرب عام، فلا نقول: إن الله قريب من جميع العباد؛ كما نقول: إنه مع جميع العباد، الأظهر: أن القرب لم يأت إلا خاصًا كما في هذا الحديث وفي قوله: " إني قريب أجيب " الآية [البقرة: ١٨٦] فهو قريب من الداعين ومن العابدين، وأما قوله: " هرولة " جاءت في مقابل " أتاني يمشي " فقوله: " أتاني يمشي " لا تعني العبادة التي فيها المشي، هذه جاءت زيادة " تقرب إليَّ شبرًا " " تقرب إليَّ ذراعًا " " ومن أتاني يمشي " يعني معناه: أنه تقرب إلى الله أكثر وأكثر؛ وعندي أنه لا يختص بالعبادات التي تقتضي مشيًا؛ بل يعم، فالعبرة بسير القلوب.
" أتيته هرولة " يعني مِثْلا بمثل، كما أنه ازداد تقربه إلى ربه فالله - تعالى - يزيده يعني أن يَقْرُب منه، ولابد من مراعاة السياق، فلا يقال: إن معنى أنه هرولة إن الله يركض، لا، هذا جاء في سياق معين يدل على أنه تعالى يقرب منه أكثر وأكثر.
" من تقرب إلي شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " أقول: إن السلف من الصحابة والتابعين ما كان يشكل عليهم شيء من ذلك - ولله الحمد -، يعرفون دلالات الكلام ودلالات السياق ولا يتوهمون بهذه النصوص ما لا يليق به سبحانه، مثل " عبدي مرضت. . . عبدي جعت " (٢) جاء الحديث مفسرًا " قال كيف أعودك وأنت رب العلمين؟! قال: مرض عبدي فلان فلو عدته لوجدتني عنده " فجعل مرض عبده مرضه، أضاف المرض إلى

(١) أخرجه مسلم (٤٨٣) من حديث أبي هريرة ﵁.
(٢) تقدم تخريجه في صفحة (...).

1 / 170