The Collapse of Secularism in Arab Journalism
تهافت العلمانية في الصحافة العربية
Mai Buga Littafi
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م.
Inda aka buga
المنصورة - مصر.
Nau'ikan
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾ (١).
ولكن الدكتور يقول: «إن الهدف من الرسالة الإسلامية أولًا وقبل كل شيء هو الارتفاع بالمستوى الحضاري للأمة العربية، وذلك عن طريق الرسول الذي يعلمهم الكتاب والحكمة».
وأين هذا من الآيات القرآنية التي تحدد رسالة الإسلام بإخراج الناس من الظلمات إلى النور عن طريق اتباع تشريع الله الممثل في القرآن والسنة، إذ قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ...﴾ (٢). وقال الله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ...﴾ (٣).
إِقْلِيمِيَّةُ الرِّسَالَةِ:
يحاول الدكتور (خلف الله) أن يجعل من العروبة رسالة يصبح الإسلام تابعًا لها كما جعل العروبة هي الأصل والإسلام هو الفرع، فيقول: «وعروبة القرآن أو اختيار المولى ﷾ للغة العربية لتكون لغة الوحي إنما كان بسبب أن الرسالة الإلهية موجهة إلى الأمة العربية أولًا وقبل كل شيء».
وسبق أن ذكرت رد الدكتور (عصمت سيف الدولة) من أن الإسلام رسالة للناس كافة، أما العروبة فانتماء إلى شعب معين. وقد ختم هذه القضية بقوله: «كانت خلاصة ما تقدم من تحزيب وتغريب أن نشأت في كل قطر عربي طبقة قومية الانتماء، إقليمية الولاء، مادية الباطن، إسلامية الظاهر، فردية البواعث، نفعية الغايات، رأسمالية النشاط، اجتماعية الأرباح، يتعلق بها وتتغذى عليها شخوص من الفلاسفة والمفكرين والكُتَّابِ والأساتذة والتلاميذ ... وهي طبقة نشأت مع الاستعمار، لتؤدي بالنيابة عنه ولحسابه نقض الحضارة العربية من بناء شخصية الإنسان العربي» (٤). إنه لا يجهل أحد أن الإسلام جاء للعرب، ولكنه أيضًا جاء للناس كافة وهذا ما يدركه الدكتور (خلف الله) الذي لا نعنيه بالاقتباس الأخير.
حَقِيقَةُ فِكْرِ الدُّكْتُورِ خَلَفْ اللهْ:
إن الدكتور (خلف الله) يستشهد بالآيات القرآنية الكريمة، ليوهم القارئ أن العروبة
(١) [المائدة: ٤٨].
(٢) [النساء: ٦٠].
(٣) [النساء: ٦٥].
(٤) المصدر السابق: ص ٤٢٩.
1 / 264