The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
Mai Buga Littafi
المطبعة المصرية ومكتبتها
Bugun
السادسة
Shekarar Bugawa
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
Nau'ikan
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ لوحه المحفوظ؛ الذي كتب فيه ﴿يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ﴾ كل ما هو كائن ﴿مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ يحرم القتال فيها وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب ﴿ذلِكَ﴾ أي تحريم هذه الشهور؛ هو ﴿الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ المستقيم ﴿فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ أي لا تظلموا أنفسكم في الأشهر الحرم؛ بارتكاب المعاصي؛ فإنها فيها أعظم إثمًا، وأشد وزرًا وقيل: الضمير في «فيهن» عائد على الأشهر كلها: الإثني عشر. أما الأشهر الحرم فإن الذنب فيهن أكبر، كما أن العمل الصالح والأجر فيهن أعظم. وقد اصطفى الله تعالى من خلقه صفايا: فاصطفى من الملائكة والناس رسلًا، واصطفى من الكلام القرآن، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر؛ فعظموا ما عظم الله تعالى واصطفاه: تفوزوا بجنته ورضاه ﴿وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً﴾ أي مجتمعين غير مفترقين، مؤتلفين غير مختلفين
﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ النسيء: التأخير؛ وقد كانوا يؤخرون حرمة الأشهر الحرم لغيرها؛ طبقًا لأهوائهم ورغبتهم في القتال ﴿لِّيُوَاطِئُواْ﴾ ليوافقوا ﴿عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾ وذلك بتحريم شهر حلال، مكان شهر حرام استحلوه؛ فكانوا يحرمون صفر عامًا - مكان المحرم - ويحرمون المحرم عامًا؛ وذلك معنى قوله جل شأنه ﴿فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾ بإحلالهم المحرم؛ الذي هو من الأشهر الحرم
﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ﴾ أي اخرجوا للقتال ﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ﴾ تثاقلتم وتباطأتم عن الجهاد ﴿إِلَى الأَرْضِ﴾ أي ملتم إلى القعود ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ﴾ أي أرضيتم بما في الدنيا من متاع زائل، وراحة مؤقتة؛ عما في الآخرة من نعيم مقيم، وسعادة دائمة ﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي﴾ جنب متاع ﴿الآخِرَةِ﴾ ونعيمها الباقي الدائم ﴿إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ حقير زائل
﴿إِلاَّ﴾ إن لم ﴿تَنفِرُواْ﴾ تخرجوا مع النبي للجهاد ﴿يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ في الدنيا؛ بالجدب والقحط ﴿وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ يطيعونه إذا أمر، ويخرجون معه إذا استنفر ﴿وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا﴾ أي ولا تضروا الله شيئًا بترككم النفير وعصيانكم؛ لأنه تعالى ليس في حاجة إليكم.
1 / 228