146

The Clear Statement on the Biography of the Master of the Messengers

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

Mai Buga Littafi

دار الندوة الجديدة بيروت

Inda aka buga

لبنان

Nau'ikan

بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء" ١. فلا عجب إذا سمى هذا العام في حياة الرسول ﷺ عام الحزن، لكثرة ما أصاب الرسول ﷺ فيه من الهموم والأحزان.

١ أورده الهيثمي في "المجمع" ٩/ ٢٢٤ من حديث عائشة وقال: رواه أحمد بإسناد حسن. وأحاديث فضائل خديجة ﵂ كثيرة جدًّا، انظر "مجمع الزوائد" ٩/ ٢١٨ وما بعدها، و"جامع الأصول" ٧/ ٣٣٨ وما بعدها.

خروجه إلى الطائف: وكان موت أبي طالب وموت السيدة خديجة مشجعًا لقريش على المضي في عدائهم للرسول ﷺ بل لقد أخذوا يسرفون في العدوان والأذى حتى بلغ الأمر بهم أن ألقى بعض السفهاء الأقذار عليه، وهو في طريقه إلى بيته١، وهذا مثل من أمثلة كثيرة فعلها هؤلاء المشركون الآثمون مع محمد ﷺ في هذه الفترة. وكان ذلك من أهم الأسباب التي جعلته يخرج إلى الطائف لعله يجد من قبيلة ثقيف -وهي أهم قبائل العرب بعد قريش- من ينصره ويؤازره. ولكن -ويا للأسف- لم يجد منهم إلا الجحود والإعراض، والسخرية والاستهزاء، حتى لقد أغروا به عبيدهم وسفهاءهم يسبونه ويصيحون وراءه ويقذفونه بالحجارة، حتى ابتعد عن الطائف ولجأ لحديقة مملوكة لعتبة وشيبة ابني ربيعة، فاحتمى بها وجلس في ظل شجرة من أشجارها، وقد أجهده التعب، ودميت عقبه وضاق صدره، واشتد به الكرب والبلاء، ثم لجأ إلى الله بهذا الدعاء:

١ ولقد حصل هذا أول الدعوة أيضًا كما ذكرناه في موضعه.

1 / 149