128

The Clear Statement on the Biography of the Master of the Messengers

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

Mai Buga Littafi

دار الندوة الجديدة بيروت

Inda aka buga

لبنان

Nau'ikan

فأما عن إسلام حمزة: فقد كان في مبدأ أمره عن حمية واندفاع بسبب العصبية القبلية التي كانت تمتلئ بها نفوس العرب في ذلك الحين؛ ولكن لم يلبث أن شرح الله صدره للإسلام فمضى في طريق الحق لا يخشى فيه لومة لائم، وجاهد في سبيل الله حتى قضى نحبه ولقي ربه. وقد كان إسلام حمزة في السنة السادسة من البعثة النبوية، وذلك أن أبا جهل مر بمحمد ﷺ يومًا عند الصفا، فسبه وشتمه وأسمعه ما يكره فأعرض عنه النبي ﷺ ولم يرد عليه بكلمة، وكان حمزة رجلًا قويًا ذا ولع بالصيد ... فلما رجع من صيده في ذلك اليوم علم بما أصاب ابن أخيه من سفاهة أبي جهل، فامتلأ غضبًا وذهب إلى الكعبة ولم يقف مسلمًا على أحد ممن كان عندها، وقصد أبا جهل فهجم عليه وقال له: كيف تسب محمدًا وأنا على دينه؟ وضربه بقوسه وتحداه. وأراد رجال من بني مخزوم أن ينصروا أبا جهل، فمنعهم حسمًا للشر، معترفًا بما وقع منه لمحمد. ثم أعلن إسلامه وعاهد النبي ﷺ على النصرة والتضحية في سبيل الله حتى نهاية حياته١. تألمت قريش وأصابها هم عظيم بإسلام حمزة، فقد عرفت أن رسول الله ﷺ عز وامتنع بإسلام هذا البطل. وأما عن إسلام عمر: فقد كان عمر بن الخطاب ﵁ في مبدأ أمره

١ ذكر هذه القصة ابن إسحاق بسند ضعيف منقطع، كما عن ابن هشام ١/ ٣١٢، وأسندها البيهقي عن ابن إسحاق في "الدلائل" ٢/ ٢١٣، وكذلك شيخه الحاكم ٣/ ١٩٢-١٩٣. لكن جاءت القصة من وجهين آخرين مرسلين عند الطبراني ٢٩٢٥، ٢٩٢٦ عن محمد بن كعب القرظي، والأخنس بن شريق، فتتقوى هذه المراسيل ببعضها.

1 / 131