283

The Chapters and Titles of Sahih al-Bukhari

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

Editsa

د. ولي الدين بن تقي الدين الندوي

Mai Buga Littafi

دار البشائر الإسلامية للطباعة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

فيقال: إن النبي ﷺ وإن كانت النبوة كامنة فيه، ففي حديث أبي هريرة عند الترمذي وغيره: "قالوا: يا رسول الله! متى وجبت لك النبوة؟ قال: وآدم بين الروح والجسد" (^١)، وقد ورد في هذا المعنى أحاديث كثيرة ذكرها السيوطي في "الخصائص" (^٢)، ولكن كان النبي ﷺ قبل إتيان جبرئيل إليه في عالم الناسوت متصفًا بصفات الإنسان، فلما أتاه جبرئيل وغطّه ذهبت عنه ما هو من صفات الناسوت، ودخل في عالم الملكوت الذي هو عالم الملائكة الذي من لوازمه التجرُّدُ والانقطاعُ عن ملابسات الناس، والانخلاعُ عن لوازم البشرية، وبعد ذلك ترقَّى النبي ﷺ حتى وصل إلى عالم اللاهوت الذي هو كناية عن حضرة الربوبية، فحصل ما حصل مما لا يأتي في البيان، والله أعلم.
(﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ الآية) لا يقال: فيه تكليف بما لا يطاق؛ لأنه ليس تكليف بل تلقين، كما يقول المعلِّم لتلميذه، ظنه النبي ﷺ تكليفًا فقال: "ما أنا بقارئ"، وقيل: كان في يد جبرئيل ﵇ ثوب حرير مكتوب عليه هذه الآيات، فالجواب إِذًا: أنه لم يكن داخلًا فيما لا يطاق، لكنه ﷺ ظنه كذلك هضمًا لنفسه، كذا في بعض تقارير شيخ الإسلام المدني، وقصة ثوب حرير إنما وقعت في مرسل عُبيد بن عمير الليثي عند ابن إسحاق وهو منام، كما ذكره ابن إسحاق مفصَّلًا، كما في "الفتح" (^٣) وغيره.
ثم مسألة تكليف ما لا يطاق خلافية: جَوَّزَتْه الأشاعرة، ومنعته الحنفية والمعتزلة، كما في "المسايرة" (^٤) وشروحها. وفي "البداية" (^٥) بهذه الآيات لطائف ذكرها الشرَّاح، ثم اختلف في أول ما نزل، والجمهور على أنه خمس آيات من ﴿اقْرَأْ﴾ إلى قوله: ﴿مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾.

(^١) انظر: "سنن الترمذي" (٣٦٠٩)، و"المستدرك" (٢/ ٦٠٩).
(^٢) "الخصائص الكبرى" (١/ ٧).
(^٣) انظر: "فتح الباري" (١/ ٢٤، ١٢/ ٣٥٦).
(^٤) انظر: "المسامرة" (ص ١٩٧).
(^٥) انظر: "البداية والنهاية" (٣/ ٦ وما بعدها).

2 / 293