249

The Call of the Righteous in the Jurisprudence of Fasting and the Virtue of Ramadan

نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

Nau'ikan

إليه إن شاء)، وقوله في الرزق: (يرزق من يشاء)، وفي المغفرة (يغفر لمن يشاء)، والتوبة (ويتوب الله على من يشاء)، وأطلق جزاء الشكر إطلاقًا حيث قال: (وسنجزي الشاكرين)، (وسيجزي الله الشاكرين) .
* ولماّ عرف إبليس قدر مقام الشكر وأنه من أجل المقامات وأعلاها، جعل غايته أن يسعى في قطع الناس عنه فقال: (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) .
* واشتق الله للشاكرين اسمًا من أسمائه، فإنه سبحانه هو الشكور، فأعطاهم من وصفه، وسمّاهم باسمه، وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلًا، وهو يوصّل الشاكر إلى مشكوره، بل يعيد الشاكر مشكورًا، قال تعالى: (إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكورًا) [الإنسان: ٢٢] .
* وفي الصحيحين عن النبي ﷺ: "أنه قام حتى تورّمت قدماه، فقيل له: تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدًا شكورًا".
وقال لمعاذ: "والله يا معاذ، إني لأحبك، فلا تنس أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" (١) .
* وقال ﷺ: "ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الدنيا" (٢) .
* والشكر مبني على خمسة قواعد:
(١) خضوع الشاكر للمشكور وإضافة النعم إلى موليها بنعت الاستكانة له.
(٢) حبه له، قال سلمان: ذكر النعم يورث الحب.

(١) صحيح: رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي وابن حبان والحاكم في "المستدرك" وصححه، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٧٩٦٩) .
(٢) صحيح: رواه أبو نعيم في "الحلية" والحاكم في "المستدرك"، عن ابن عباس، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٥٣٥٥)، و"السلسلة الصحيحة" رقم (٢١٧٦) .

1 / 260