The Call of the Righteous in the Jurisprudence of Fasting and the Virtue of Ramadan
نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان
Nau'ikan
فأد حقوقه قولًا وفعلًا ... وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها ... تأوّه نادمًا يوم الحصاد
وقال الشاعر:
إذا رمضان أتى مقبلًا ... فأقبل بالخير يستقبل
لعلك تخطئه قابلًا ... وتأتي بعذر فلا يقبل
كم ممن أمّل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر، كم من مستقبل يومًا لا يستكمله، ومؤمل غدًا لا يدركه، إنكم لو أبصرتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ... حتى عصى ربه في شهر شعبان
فاحمل على جسد ترجوه النجاة له ... فسوف تضرم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف ... من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ... حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها ... فأصبحت في غد أثواب أكفان
حتى متى يعمر الإنسان مسكنه ... يصير مسكنه قبر لإنسان (١)
اعلم يا أخي أن الناصح لنفسه لا تخرج عنه مواسم الطاعات وأيام القربات عطلًا لأن الأبرار ما نالوا البر إلا بالبر.
يضع نصب عينيه قول رسول الله ﷺ: "افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده" (٢) .
وقوله ﷺ: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه
(١) "لطائف المعارف" (ص ١٥٥-١٥٧) . (٢) حسن: رواه الطبراني في "الكبير" عن أنس وقال الهيثمي إسناده رجاله رجال الصحيح وحسنه الألباني في "الصحيحة" رقم (١٨٩٠) .
1 / 166