The Book of Manners
الأدب الصغير ت خلف
Mai Buga Littafi
دار ابن القيم بالإسكندرية
Nau'ikan
وَلَمْ يُجَامِعُوهُ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ لاَ يُسْتَكْمَلُ عِلْمُ الْأَشْيَاءِ بِالْعَقْلِ الْفَرْدِ.
أَعْدَلُ السِّيَرِ أَنْ تَقِيسَ النَّاسَ بِنَفْسِكَ، فَلاَ تَأْتِي إِلَيْهِمْ إِلاَّ مَا تَرْضَى أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ (١).
وَأَنْفَعُ الْعَقْلِ أَنْ تُحْسِنَ الْمَعِيشَةَ فِيمَا أُوتِيتَ مِنْ خَيْرٍ، وَأَنْ لاَ تَكْتَرِثَ مِنَ
_________
(١) روى الإمام أحمد بن حنبل في "مسنده" (ج٢ص١٦١) حديث رقم (٦٥٠٣ - ترقيم العلامة أحمد شاكر)، والإمام مسلم في "صحيحه" [كتاب الإمارة - حديث رقم (١٨٤٤)]، والنسائي في "المجتبى" [كتاب البيعة - ذِكْر ما على مَن بايع الإمام وأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه - حديث رقم (٤١٩١)]، وابن ماجة في "سننه" [كتاب الفتن - باب ما يكون مِن الفتن - حديث رقم (٣٩٥٦) وغيرهم عن عبد الله بن عمرو بن العاصي ﵄ أن رسول الله (ﷺ) قال: «... مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ [وَفِي لَفْظٍ: فَلْتُدْرِكْهُ مَوْتَتُهُ] وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ». قال الإمام النووي ﵀ في "المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (ج١٢ص٢٣٣): «قوله (ﷺ): «وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ» هذا من جوامع كلمه (ﷺ) وبديع حكمه. وهذه قاعدة مهمة، فينبغي الاعتناء بها، وأن الإنسان يلزم أن لا يفعل مع الناس إلا ما يحب أن يفعلوه معه» ا. هـ.
1 / 51