The Biography of the Prophet - Ragheb Al-Sergani
السيرة النبوية - راغب السرجاني
Nau'ikan
عوامل بناء الأمة وتحقيق النصر
من المؤكد أن القرآن حق لا باطل فيه، وصدق لا كذب فيه، فالقرآن يقول: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران:١١٠]، ويقول: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة:١٤٣].
فإذا كان القرآن صادقًا وحقًا، فالخلل والعيب فينا نحن عندما لم نطبق تعاليمه، ولم نطبق سنة نبينا ﷺ جيدًا، لذلك حصل فينا ما حصل.
وأنا مع هذا كله لا أدعوكم إلى الإحباط، ولكن أدعوكم إلى إعادة بناء الأمة الإسلامية، وترميم الصدع الكبير الذي حدث، فيها، وأقول لكم: هناك أمل كبير في إعادة البناء، بل هناك يقين في إعادة البناء، ووالله لسوف تقوم الأمة من جديد وتنهض؛ لأن هذا ما وعد الله ﷿ به، والله لا يخلف الميعاد، إن الله ﷿ يقول في كتابه: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر:٥١]، ليس فقط يوم القيامة، بل في الحياة الدنيا أيضًا.
يقول الرسول ﷺ في الحديث الشريف: (إن الله زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها) فسيبلغ ملك أمة المسلمين حتمًا مشارق الأرض ومغاربها، فهذا وعد ملك الملوك على لسان الصادق المصدوق ﷺ.
لكن في مسألة اليقين لا بد من الحديث عن نقطتين عليهما محور هذه المسألة.
1 / 4