281

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي

Bugun

الثانية

Shekarar Bugawa

محرم ١٤٢٤هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

.......................................................................

ابن القيم: بأن الإنسان إذا سلم على شخص يعرفه في الدنيا رد الله عليه روحه فرد السلام١ وعلى تقدير صحة هذا الحديث إذا كانوا يسمعون السلام ويردونه، فلا يلزم أن يسمعوا كل شيء، ثم لو فرض أنهم يسمعون غير السلام، فإن الله صرح بأن المدعوين من دون الله لا يسمعون دعاء من يدعوهم، فلا يمكن أن نقول: إنهم يسمعون دعاء من يدعوهم، لأن هذا كفر بالقرآن، فتبين بهذا أنه لا تعارض بين قوله ﷺ " السلام عليكم دار قوم مؤمنين "٢ وبين هذه الآية.
وأما قول: " ولو سمعوا " فمعناه: لو سمعوا فرضا ما استجابوا لكم، لأنهم لا يستطيعون.
القول الثاني: أن الأموات يسمعون. واستدلوا على ذلك بالخطاب الواقع في سلام الزائر لهم بالمقبرة. وبما ثبت في "الصحيح" من أن المشيعين إذا انصرفوا سمع المشيع قرع نعالهم٣.
والجواب عن هذين الدليلين: أما الأول، فإنه لا يلزم من السلام عليهم أن يسمعوا، ولهذا كان المسلمون يسلمون على النبي ﷺ في حياته في التشهد٤ وهو لا يسمعهم قطعا.

١ "الاستذكار" لابن عبد البر (الجزء الأول، باب جامع الوضوء) .
٢ من حديث عائثة، رواه: مسلم (كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور، ٢/ ٦٦٩) .
٣ من حديث أنس، رواه: البخاري (كتاب الجنائز، باب الميت يسمع خفق النعال، ١/ ٤١٠) .
٤ من حديث ابن مسعود، رواه: البخاري (كتاب الاستئذان، باب السلام اسم من أسماء الله تعالى، ٤/١٣٦)، ومسلم (كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، ١/٣٠١) .

1 / 288