223

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

محرم ١٤٢٤هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

الحادية عشرة: أن الذي دخل النار مسلم، لأنه لو كان كافرا، لم يقل: " دخل النار في ذباب".
الثانية عشرة: فيه شاهد للحديث الصحيح: " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك " ١.

ولو حصل من الصحابة ﵃ في ذلك الوقت موافقة للمشركين وهم قلة، لحصل بذلك ضرر عظيم على الإسلام. والإمام أحمد ﵀ في المحنة المشهورة لو وافقهم ظاهرا، لحصل في ذلك مضرة على الإسلام.
الحادية عشرة: أن الذي دخل النار مسلم، لأنه لو كان كافرا لم يقل: دخل النار في ذباب: وهذا صحيح، أي أنه كان مسلما ثم كفر بتقريبه للصنم، فكان تقريبه هو السبب في دخوله النار. ولو كان كافرا قبل أن يقرب الذباب، لكان دخوله النار لكفره أولى، لا بتقريبه الذباب.
الثانية عشرة: فيه شاهد للحديث الصحيح: " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك "٢، والغرض من هذا: الترغيب والترهيب: فإذا علم أن الجنة أقرب إليه من شراك النعل، فإنه ينشط على السعي، فيقول: ليست بعيدة، كقوله ﷺ لما سئل عما يدخل الجنة ويباعد من النار، فقال: " لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه "٣ والنار إذا قيل له: إنها أقرب من شراك النعل يخاف،

١ من حديث عبد الله بن مسعود، رواه: البخاري برقم (٦٤٨٨) .
٢ البخاري: الرقاق (٦٤٨٨)، وأحمد (١/٣٨٧،١/٤١٣،١/٤٤٢) .
٣ من حديث معاذ، أخرجه: الإمام أحمد (٥/٢٣١) ورواه: الترمذي (الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، ٧/٢٨٠) - وقال: "حسن صحيح" -، والنسائي في "الكبرى"; كما في "تحفة الأشراف" (٨/٣٩٩)، وابن ماجه (كتات الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، رقم ٣٩٧٣) .

1 / 230