195

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

محرم ١٤٢٤هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ ١. لتركبن سنن من كان قبلكم " رواه الترمذي وصححه٢.

قوله: "قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ﴾، أي: إن الرسول ﷺ قاس ما قاله الصحابة ﵃ على ما قاله بنو إسرائيل لموسى حين قالوا: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، فأنتم طلبتم ذات أنواط كما أن لهؤلاء المشركين ذات أنواط.
وقوله ﵊: " والذي نفسي بيده " المراد أن نفسه بيد الله، لا من جهة إماتتها وإحيائها فحسب، بل من جهة تدبيرها وتصريفها أيضا، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها- ﷾.
قوله: " لتركبن سنن من كان قبلكم "٣ أي: لتفعلن مثل فعلهم، ولتقولن مثل قولهم، وهذه الجملة لا يراد بها الإقرار، وإنما يراد بها التحذير، لأنه من المعلوم أن سنن من كان قبلنا مما جرى تشبيهه سنن ضالة، حيث طلبوا آلهة مع الله، فأراد النبي ﵊ أن يحذر أمته أن تركب سنن من كان قبلها من الضلال والغي.
والشاهد من هذا الحديث قولهم: " اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط " فأنكر عليهم النبي ﷺ

١ سورة الأعراف آية: ١٣٨.
٢ رواه: أحمد في "المسند" [(٥/٢١٨)، والترمذي (أبواب الفتن، باب ما جاء: "لتركبن سنن من كان قبلكم"، ٦/٣٤٣) - وقال: "حسن صحيح"-، وابن أبي عاصم في "السنة" برقم (٧٦)، وابن حبان برقم (١٨٣٥)، والطبراني في "الكبير" برقم (٣٢٩٠)، والبيهقي في "المعرفة" (١/١٠٨) .
٣ الترمذي: الفتن (٢١٨٠)، وأحمد (٥/٢١٨) .

1 / 202